كولومبو، واشنطن، نيويورك، جنيف – أ ب، رويترز، أ ف ب – تعهدت الحكومة السريلانكية امس، هزيمة المتمردين التاميل خلال 48 ساعة، فيما اعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر عجزها عن مواجهة «كارثة إنسانية يصعب تخيلها». ويواصل الجيش السريلانكي إطباقه على المنطقة التي يسيطر عليها متمردو «جبهة نمور تحرير ايلام تاميل» شمال شرقي الجزيرة، ولا تتعدى مساحتها 4 كيلومترات مربعة يحتشد فيها حوالى 50 الف مدني. وقال الناطق باسم الحكومة انوشا بالبيتا ان الرئيس السريلانكي ماهيندا راجاباكسا «أكد ان آلاف المدنيين سيُحررون من مخالب نمور التاميل في غضون 48 ساعة». وأضاف ان «كل الاراضي ستتحرر من نمور التاميل» الذين كانوا يسيطرون عامي 2006 و2007 على 15 الف كيلومتر مربع شمال الجزيرة وشرقها. وأعلن الجيش ان حوالى 4 آلاف مدني فروا عبر بحيرة من منطقة القتال خلال اليومين الماضيين، مشيراً الى ان آلافاً آخرين ينتظرون القيام بالمثل. في غضون ذلك، قال مدير العمليات في الصليب الاحمر بيار كراهينبوهل ان «موظفينا يتابعون كارثة انسانية يصعب تخيلها». وأضاف ان عملية الصليب الاحمر «بحراً لا تزال معطلة، ولا يمكن أي منظمة انسانية تقديم المساعدة في هذه الظروف والناس تُركوا لمواجهة مصيرهم». وفي محاولة جديدة لحماية المدنيين، بعث الامين العام للامم المتحدة بان كي مون رئيس مكتبه فيجاي نامبيار الى سريلانكا مجدداً. في جنيف، أبدى الموفد الخاص للأمم المتحدة لشؤون النازحين في سريلانكا فالتر كالين «قلقه الشديد» حيال مصير آلاف المدنيين الذين ما زالوا «عالقين في فخ» المعارك. ودعا المتمردين الى السماح للمدنيين بمغادرة منطقة القتال، كما دان القوات الحكومية لاستخدامها «المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون». ورداً على رفض الرئيس السريلانكي وحكومته كل دعوات المجتمع الدولي الى اعلان هدنة انسانية، أعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون معارضتها منح سريلانكا قرضاً بقيمة 1.9 بليون دولار من صندوق النقد الدولي، تُجري كولومبو مفاوضات منذ شهور للحصول عليه. وقالت: «نعتقد ان الوقت غير ملائم للبحث في هذا الموضوع، طالما لم يتم التوصل الى حل للنزاع، وهذا ما نركز جهودنا عليه». لكن من غير المرجح ان يؤثر ذلك على سريلانكا التي لا يزال بامكانها الاعتماد على تأييد حلفاء آسيويين مثل الصين واليابان والهند وروسيا وحتى ايران وليبيا.