علمت «الحياة» أن قيادة «يونيفيل» أبلغت الجيش اللبناني قبيل الثامنة صباح أمس أن الجيش الإسرائيلي أبلغها بأنه سيعمد الى قطع الأشجار التي كان ينوي قطعها أول من أمس في خراج بلدة العديسة والتي حال اندلاع الاشتباكات بينه وبين الجيش اللبناني دون قطعها. وأبلغ الجيش اللبناني «يونيفيل» بأن الأشجار هذه تقع في منطقة شمال الخط التقني يعتبرها لبنان عائدة له وسبق له أن تحفظ عليها باعتبارها لبنانية على رغم أنها تقع جنوب الخط الأزرق الذي كانت رسمته الأممالمتحدة عام 2006. لكن قيادة «يونيفيل» ردت بأنها تعتبر هذه الأرض إسرائيلية على رغم التحفظ اللبناني ولا تقر بالتحفظ اللبناني. وحين نقلت قيادة القوات الدولية الرفض اللبناني لقطع الأشجار وبالحجج اللبنانية رد الجانب الإسرائيلي على الرفض بإبلاغ «يونيفيل» إصراره على قطع الأشجار مهما كان الثمن وبأن أي رصاصة تطلق على الجيش الإسرائيلي وهو يقوم بذلك، كما حصل أول من أمس، فسيرد بتدمير مواقع الجيش اللبناني الواقعة على طول الحدود لأنه يعتبر ذلك تعدياً على الجيش الإسرائيلي على أرضه. وقالت مصادر رسمية واكبت المفاوضات عن قرب إن «يونيفيل» نقلت التهديد الإسرائيلي الى الجيش اللبناني الذي اقترح ضباطه، طالما أن «يونيفيل» ترفض التسليم بالتحفظ اللبناني على اعتبار الأرض لبنانية، أن تتولى قوات الأممالمتحدة قطع هذه الأشجار بدلاً من القوات الإسرائيلية. وهنا تعددت الروايات، فمنها ما أشار الى أن «يونيفيل» حاولت إقناع الجانب الإسرائيلي بهذا المخرج عبر التواصل مع القوة الإسرائيلية على الأرض، ومنها ما أوضح أن «يونيفيل» أجابت الجيش اللبناني مباشرة بأنها ليست مخولة قطع هذه الأشجار لأن مهمتها هي التواجد على الأرض اللبنانية وليس على أرض تعتبر إسرائيلية بحسب ترسيم الخط الأزرق لأنها تقع جنوبه. وأفادت المصادر الرسمية «الحياة» بأن «يونيفيل» ذهبت الى حد إبلاغ الجيش ألا علاقة لها بعملية قطع الأشجار وأن على الجيش اللبناني أن يتحمل رد الفعل الإسرائيلي في حال إطلاق النار على القوة الإسرائيلية وكان رد الجانب اللبناني أنه يستغرب إحجام «يونيفيل» عن اتخاذ موقف حازم بالحؤول دون تدهور جديد للوضع، خصوصاً أن ال1701 في روحيته ينص على أن هذا من مهماتها. وذكرت المصادر ل «الحياة» أن القيادة العسكرية اللبنانية أجرت تقويماً سريعاً للتحركات الإسرائيلية على الأرض وللتهديد الذي نقلته «يونيفيل»، خصوصاً أن وحدات الأخيرة أخذت تتمركز خلف خطوط الجيش بدلاً من أن تتمركز بين الجيشين، واعتبر الجانب اللبناني بعد المفاوضات الدقيقة التي كانت أجريت مع القوات الدولية أن «من الأفضل تجنيب الجنوب والجيش مواجهة جديدة قد لا تقف عند حدود المواجهة التي حصلت أول من أمس، خصوصاً إذا كان الهدف استدراج الجيش والمقاومة فتقرر الامتناع عن الرد على قيام الإسرائيليين بقطع الأشجار، خصوصاً أن الحسابات السياسية لأي مواجهة انتهت الى تسجيل انحياز «يونيفيل» الى الجانب الإسرائيلي باعتبار الأرض إسرائيلية، ما قد يشكل تغطية دولية تستفيد منها إسرائيل لتوريط لبنان في مواجهة. وإزاء امتناع الجيش عن الرد بالنار عند بدء القوات الإسرائيلية قطع الأشجار قرابة العاشرة صباحاً، عادت قوات «يونيفيل» الى تسيير دوريات مشتركة معه على الخط الحدودي، فيما بلغ الاستنفار الإسرائيلي ذروة عالية بتسيير دبابات وآليات مدرعة في شكل مكثف على الجانب الإسرائيلي من الحدود، إضافة الى تحليق مروحيات «أباتشي» في الأجواء المحيطة بمنطقة العديسة والقطاع الشرقي. وعلى الأثر اتفق على عقد اجتماع ثلاثي بين «يونيفيل» والجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي في الناقورة ليلاً على غرار الاجتماعات غير المباشرة التي تعقد بإشراف القوات الدولية.