حرارة مرتفعة، شمس حارقة، أزمة سير، ساعات النهار طويلة، عصبية زائدة عن اللزوم، ضيوف من الخارج، اعراس، حفلات تخرج، سهر حتى الفجر، ملل في أحياناً كثيرة، مشوار الى البحر، سفر، إجازات، هدير مكيفات في كل مكان... كل هذه الامور ترتبط بفصل الصيف، لكونه فصل الحركة والنشاط! للصيف محبّون ينتظرون قدومه على أحر من الجمر، وكارهون ينتظرون انقضاءه بفارغ الصبر... ولكن ما الذي يعنيه للمرأة؟ «عندما كنا أطفالاً، كنا ننتظر قدوم فصل الصيف حتى نرتاح من المدرسة والامتحانات والاستيقاظ باكراً، والسهر حتى ساعات متقدمة ليلاً. ولكنني لم اعد احب فصل الصيف»، هكذا بدأت السيدة رهام (42 سنة، ام لثلاثة أبناء) حديثها. وأصبح فصل الصيف بالنسبة اليها متاعب وشقاء، وهي تنتظر انتهائه بأسرع وقت، حتى يعود أطفالها إلى المدرسة، ويعم الهدوء في ارجاء المنزل، وتحصل على قسط من الراحة. سمر طالبة جامعية تعشق فصل الحرّ، وتستمتع فيه كثيراً، وتقول إنه أجمل الفصول، حيث السهر والاستمتاع بأشعة الشمس على شاطئ البحر وقضاء اجمل الاوقات مع الاصدقاء والاقارب الذين يأتون من الخارج للقاء الأحبة، وتتمنى ان يستمر طول العام. ولأم احمد نظرة اقتصادية متشائمة إلى الصيف، فالمصاريف تزيد إذ تكثر المناسبات والافراح، فمن الضروري القيام بالواجب وتقديم الهدايا المكلفة التي لم تعد تحتمل. وترى أم أحمد أن هذا الفصل تحوّل جحيماً لا يطاق مع درجات حرارة مرتفعه لم نكن نشهدها في السابق، وأزمات مرور خانقة، وفوضى عارمة تعم ارجاء البيت، واختلال النظام في تناول الوجبات واللعب، والتخريب، وعدم القدرة على ترتيب المنزل. ريما ترى الصيف أسوأ الفصول، فالأعمال المنزلية تصبح «أشغالاً شاقة» نتيجة بقاء الاطفال في البيت طوال النهار، وتزايد حركة الضيوف... ولا مجال للاستمتاع والاسترخاء كبعض النساء اللواتي لديهن خادمات ولا يقمن بأي شيء غير السفر والسهر... وبالتالي، ليس هذا الفصل عند كل النساء ذاته، ولا يمكن تعميم فكرة ان الصيف متعب ام مريح. ام عمر تقول: «عاد الصيف وعادت المشاكل والعصبية» التي ترافق زوجها طوال الفصل، ليعم النكد لكون زوجها عصبي المزاج، يكره الحر والفوضى. هي ام لاربعه اولاد اكبرهم في الثامنة عشرة وأصغرهم في العاشرة، ولا يمكن السيطرة عليهم. كما أن وضع المادي للعائلة لا يسمح بتنفيذ المشاوير، فيقضون معظم الوقت في المنزل، «وأي غلطة صغيرة تثير عصبية زوجي». وبدا الانزعاج على ام عمر التي فضّلت أن تعجّل في إنهاء الحديث بأنها تعشق فصل الشتاء. ربى قاسم ترى أن المرأة مظلومة دائماً، وليس في فصل أو موسم معين، فهي التي تعاني وتتحمل مسؤولية الأسرة ومسؤولية الاولاد اكثر من الرجل. وفي المقابل، تعامَل بقسوة ممن لا يشعرون معها. وتقول إنها امراة عاملة، لديها طفلان، وهي تكره الصيف فصل الأعباء الإضافيه واستضافة المغتربين ومد الولائم، والحرمان من الاستجمام... و «هذا ظلم»! ام مجدي تشدد على ان الصيف جميل للاطفال والصبايا الذين لا يتحملون اي مسؤولية، اما المرأة المتزوجة فهي تتحمل مسؤوليات كبيرة، على مدار السنة... «كان الله في عوننا، بخاصة هذا العام اذ يجتمع فصل الصيف وشهر رمضان معاً... ورمضان كريم.