في وقت أكدت فيه طهران دعمها ميليشيا الحوثي وصالح وتزويدهم بالسلاح والصواريخ الباليستية، استهدفت الميليشيات أمس تجمعات مأهولة بالسكان في مدينة نجران (جنوب السعودية)، ما أسفر عن استشهاد سبعة أشخاص (4 مواطنين و3 مقيمين). وأشارت مصادر إلى أن الصاروخ الذي تم إطلاقه من داخل الأراضي اليمنية هو من نوع زلزال إيراني الصنع. وكانت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية ذكرت أول من أمس (الإثنين) أن الصواريخ التي أطلقت على مدينة نجران الأحد الماضي، كان من نوع «زلزال3» (الذي يصل مداه إلى 250 كيلو متراً)، وتم إسقاطه من قوات الدفاع الجوي السعودية. وعلمت «الحياة» أن الشهداء المواطنين الذي قضوا في نجران، هم: علي مسعود ربعان آل منصور، وفارس محمد ربعان آل منصور، وإبراهيم حسن ربعان آل منصور، وهادي شارع الشهراني. إلى ذلك، استهدفت ميليشيات الحوثي أمس مسجداً في محافظة صامطة الحدودية بمنطقة جازان بقذيفة عسكرية، ما تسبب في وقوع أضرار بالمسجد. ووقف مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بجازان الشيخ أحمد الحازمي على الجامع الذي تعرض لمقذوف عسكري قادم من الأراضي اليمنية باتجاه محافظة صامطة، وتسبب في تلف جزء من محتوياته. وأكد الحازمي أن هذه الأفعال تكشف دناءة الحوثيين في استهدافهم بيوت الله، من دون أدنى شعور بالمسؤولية الدينية تجاه حرمة المساجد. وفي سياق متصل، اتهم المتحدث باسم التحالف العربي اللواء ركن أحمد عسيري المتمردين باستغلال مشاورات السلام لإعادة التزود بالسلاح، مع تصاعد العنف، إثر تعليقها قبل أيام. وقال عسيري ل«فرانس برس» أمس (الثلثاء): «كانوا يخدعون الناس من خلال هذا التفاوض، لإعادة تنظيم صفوفهم، إعادة تزويد قواتهم (بالسلاح) والعودة إلى القتال، ليست لديهم أية أجندة سياسية». وأكد أن التحالف الذي بدأ عملياته نهاية آذار (مارس) 2015 دعماً للرئيس عبدربه منصور هادي ضد الحوثيين والموالين للرئيس السابق على عبدالله صالح، سيقوم «بكل ما يلزم» لإعادة الاستقرار لليمن. وكانت مشاورات السلام انطلقت برعاية الأممالمتحدة في الكويت في نيسان (أبريل)، وعلقت في السادس من آب (أغسطس) الجاري بعد أشهر من النقاش لم يحقق فيها الطرفان اختراقاً جدياً للتوصل إلى حل للنزاع. وردًا على سؤال حول «إلى أي مدى يمكن للسعودية أن تتحمل تكاليف قيادتها للتحالف في اليمن في ظل انخفاض أسعار النفط»، أكد عسيري أن عمليات التحالف هي «من أجل الأمن الوطني، ومن أجل استقرار المنطقة، ليتطلب الأمر ما يتطلبه».