عشية وصوله إلى لندن في زيارة رسمية سبقتها انتقادات شعبية واسعة في بلاده، حمل الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري على التشكيك الغربي بدور إسلام آباد في «الحرب على الإرهاب»، محذراً من أن تواصل هذا التشكيك سيثني باكستان عن مشاركتها في التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة في أفغانستان، ومن ان التحالف يتجه الى خسارة الحرب. وشكل تصريح زرداري في ختام زيارته لباريس امس، رداً على اتهام رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون باكستان بتصدير الإرهاب إلى الهند وافغانستان. تزامن ذلك مع إعلان الرئاسة الباكستانية أن زرداري لن يستجيب الدعوات في بلاده إلى إلغاء زيارته لندن، بل سيتوجه إليها حيث «يناقش بكل جرأة ووضوح» تصريحات كامرون خلال اللقاء المقرر بينهما. وزاد الموقف تعقيداً، إعلان كامرون أمس انه «غير آسف» لاتهامه باكستان بتصدير الإرهاب، وذلك قبل ساعات من زيارة الرئيس الباكستانيلندن. وقال في تصريح الى «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي): «إنني غير آسف على الإطلاق، أعطيت جواباً واضحاً جداً وصريحاً» عن سؤال وجه إليه خلال زيارته الهند الأسبوع الماضي. وفي تصريح الى صحيفة «لوموند» الفرنسية، رأى زرداري أن التحالف الدولي «خسر معركة كسب العقول والقلوب في اوساط الأفغان وشعوب دول المنطقة، لذا فإن القوات الدولية في أفغانستان تقاتل في معركة خاسرة لا سبيل لكسبها، خصوصاً أن طالبان تزيد قوتها وتقدمها يوماً بعد آخر». وتابع: «الحرب على الإرهاب يجب أن توحدنا لا أن تضعنا في مواجهة بعضنا بعضاً». وقال انه خلال لقائه كامرون سيشرح له «وجهاً لوجه» ان بلاده هي التي «تدفع أغلى الأثمان من الأرواح البشرية من أجل هذه الحرب». وأشار الرئيس الباكستاني اثر محادثاته مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في قصر الإليزيه الاثنين، الى أن «فرنسا تشعر بأن باكستان شريك مسؤول». في غضون ذلك، أعلنت «طالبان» إسقاط مروحية عسكرية أميركية في منطقة جيري قرب قندهار، كما تبنت قصف مطار جلال آباد ومنطقة شمال مطار كابول بالصواريخ. تزامن ذلك مع هجوم انتحاري شنه 7 من مقاتلي الحركة على القاعدة الرئيسة للتحالف في قندهار. ونفت قيادة التحالف وقوع خسائر في صفوفه، فيما أعلنت «طالبان» أن انتحارييها احرقوا 3 مروحيات وكبدوا الجنود الأجانب خسائر في الأرواح. على صعيد آخر، استمر التوتر في مدينة كراتشي التي شهدت اضطرابات عرقية أسفرت عن سقوط 45 قتيلاً، فيما تصاعدت المواجهات بين الجيش الهندي والسكان في كشمير.