في كل مرة نسمع عن مبادرة لإقامة علاقات جديدة بين الأهلي والإسماعيلي، وفي كل مرة نقرأ في الصحف ونسمع في القنوات الفضائية كلاماً جميلاً عن مبادرات من الفريقين لاحتواء المشكلات والأزمات ونقرأ مانشتات كبيرة من معظم رجال الصحافة عموماً بما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الفريقين الشقيقين وكأننا نتكلم عن دولتين مختلفتين وننتظر دائماً المباراة وننتظر ماذا سيحدث فيها وللأسف لا تمر المباراة أبداً مرور الكرام، فالمباراة لا تخرج أبداً بسهولة بل بصعوبة بالغة، وعلى رغم ان الفريقين لا ذنب لهما في أخطاء الحكام إلا أنهما دائماً يقعان ضحية لأخطاء تحكيمية وهي أيضاً بكل أسف سمة كرة القدم في العالم أجمع، ومع ذلك لا نتعلم أبداً بل نقع في نفس الأخطاء وأيضاً بكل أسف نستمر في حال جدل وخلاف واسع يستمر لأيام طويلة عبر صفحات الصحف والبرامج الرياضية والنميمة في النهاية مزيد من التعصب والاحتقان بين الطرفين، وبدلاً من أن نفكر في كيفية استغلال مباراة تجمع بين فريقين يضمان معظم لاعبي المنتخب الوطني تظل لأيام بل لشهور نحاول أن نصلح ونداوي آثار المباراة، بل إن المثير ان مباريات الأهلي والإسماعيلي أمام الفرق الأخرى في المجموعة تمر بهدوء وسلام حتى ولو كان المثال جزائرياً ونخشى من العواقب إلا أن العواقب والحمد لله تأتي دائماً طيبة في مباريات الأشقاء المحليين فقد أصبحوا مثل الإخوة الأعداء وبكل أسف أيضاً لم تنجح مبادرات أحد في وقف هذه المشاعر المتأججة لدى الجميع داخل المدرجات بل إن بعض المدربين والإداريين يساعد في زيادة الحقد والكراهية التي أصبحت ساكنة داخل النفوس، ولا اعلم إذا كان ذلك عن قصد أو دون قصد ويبدو أن هذه العلاقات المتوترة ستدوم وتستمر مهما حاول الرسميون إنهاءها لأن هناك حاجزاً نفسياً استقر داخل نفوس أبناء الإسماعيلية بأن الأهلي يخطف نجومهم ويحاول دائماً أن يعرقل نجاحهم، لذلك فالعدو الكروي الأول لهم هو النادي الأهلي حتى أن أية صفقة يجريها الأهلي لشراء لاعب من الإسماعيلي تجد عراقيل وأزمات لا حصر لها والعكس صحيح فلا مشكلة على الإطلاق من انتقال أي لاعب مباشرة إلى الزمالك وكأنها رسالة للأهلي وجمهوره، ولكن الغريب أن اللاعبين أصبحوا يفضلون الأهلي أو الاستمرار داخل الإسماعيلي، ولعل ما حدث مع المعتصم سالم أخيراً وترحيب جماهير الإسماعيلية بانتقاله إلى الزمالك، وفي نفس الوقت الرفض التام لانتقاله إلى الأهلي ورفض اللاعب اللعب إلا للأهلي لذلك فشلت صفقة الانتقال وبقي اللاعب في الإسماعيلي، لكن ما حدث مع هاني سعيد عندما رحب الجميع في الإسماعيلية بانتقاله إلى الزمالك بل ساعدوا بكل الطرق لانتقاله إلى هناك، ولعلي أجد بعض العذر لجماهير الإسماعيلية وهي ترى خالد بيبو وشريف عبدالفضيل وأحمد فتحي واحمد حسن وبركات وهم يتألقون في صفوف الأهلي مع أنهم انتقلوا غالباً عن طريق فرق أخرى، ولكن لا أحد يستطيع أن ينزع من نفوسهم الاعتقاد بأنه لولا الأهلي لحصد الإسماعيلي البطولات المحلية والأفريقية ولكنها الشهرة والفلوس والتي يملكها الأهلي، لذلك لن يستطيع أحد أبداً أن يقنع جماهير الإسماعيلي بل ستزداد الفجوة اتساعاً مع كل مواجهة بين الفريقين، وسنظل نبحث عن نقطة لإقامة علاقات جديدة بين الفريقين ولكن وبكل أسف يبدو أن البحث سيدوم طويلاً. [email protected]