اطلق الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف مجالات جديدة لتوسيع النقاش حول مسار السباق الى الكرملين في استحقاق انتخابات الرئاسة المقبل، اذ استبعد احتمال خوضه «منافسة حادة» مع رئيس الوزراء فلاديمير بوتين، ملمحاً في الوقت ذاته الى احتمال دخول مرشح ثالث على الخط. وفتح مدفيديف أمس، شهية المحللين الروس لمناقشة مزيد من السيناريوات المحتملة حول هوية سيّد الكرملين المقبل بعد عام 2012، اذ تعمّد خلال الرد على السؤال الذي غدا الأكثر الحاحاً في روسيا خلال الفترة الأخيرة، توسيع دائرة النقاش الذي تركز دائماً حول سباق تنافسي محتمل بين بوتين ومدفيديف. وقال: «لا أعرف حتى الآن من سيترشح في انتخابات 2012. قد يكون مدفيديف أو بوتين أو شخصاً ثالثاً». واعتبر خبراء ان مدفيديف اراد من خلال اشارته الى احتمال ترشح شخص ثالث، «صرف الانظار عن المنافسة الحقيقية الدائرة، في انتظار اتضاح معالم موازين القوى بين الطرفين». لكن آخرين اعتبروا ان ثنائي الحكم في روسيا يمكن «أن يتفقا على مرشح ثالث يرضيهما». واوضح مدفيديف أن المهمة الاساس التي وضعها أمامه خلال المرحلة الحالية، تتمثل في أن «نتيح للبلاد بأن تتطور في شكل مستقر، وأن تعيش وفق سيناريو واضح يمكن التنبؤ به». لكنه استبعد احتمال ان يخوض الرجلان «منافسة حادة»، معتبراً ان «التنافس الحاد بين القوى المتقاربة خلال الحملة الانتخابية، لن يعود بالفائدة على البلاد». وحملت عبارات مدفيديف تلميحاً الى احتمال الاتفاق مع بوتين على هوية المرشح المقبل للرئاسة، وهذا امر لم يستبعده بوتين في مقابلة صحافية قبل أسابيع، قال فيها انهما (بوتين ومدفيديف) لم يقررا بعد دور كل منهما في الحملة الانتخابية المقبلة، مضيفاً: «اعتقد اننا سنتفق». في غضون ذلك، أظهرت استطلاعات للرأي نشر مركز «ليفادا» نتائجها أخيراً، ان بوتين يحافظ على موقع متقدم مقارنة بمدفيديف الذي حسّن مركزه خلال الشهور الأخيرة، لكنه ما زال متأخراً عن رئيس الوزراء. وتضمن الاستطلاع سؤالاً واحداً جاء فيه: «اذا جرت انتخابات الرئاسة الاحد المقبل، لمن تعطي صوتك؟». وحصل بوتين على 27 في المئة، في مقابل 20 في المئة لمدفيديف، بينما قال 45 في المئة من المستطلعين انهم ليسوا مستعدين بعد لتقديم جواب نهائي.