استدعت الخارجية التركية السفير الاسرائيلي في أنقرة غابي ليفي وسلمته رسالة احتجاج قوية على تصريحات وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في شأن مدير الاستخبارات التركية الجديد هاكان فيدان. وكانت الصحف العبرية سرّبت تصريحات لباراك مع جماعات يهودية في اميركا قال فيها إنه قلق من تولي فيدان هذا المنصب لأنه قريب من إيران وقد يسلمها وثائق مهمة عن اسرائيل والتعاون الأمني التركي الاسرائيلي مما يهدد أمن الدولة العبرية. وكان فيدان أثار بعض التحفظات داخل تركيا عند تعيينه، لأن الحكومات التركية اعتادت في الغالب تعيين مسؤول من جهاز الاستخبارات مديراً لها من دون التدخل في توجهاته لضمان حياديته. الا ان تعيين أردوغان احد المقربين منه في ذلك المنصب أشاع جواً من التساؤل عما اذا كان اردوغان يسعى للسيطرة على جهاز الاستخبارات تمهيداً لتغيير تركيبته وموظفيه الذين لا يثق بهم. وعمل فيدان ضابطاً في الجيش قبل أن يطلب تقاعده ويتفرغ للعمل الاكاديمي في مجال الاستخبارات والأمن، ثم قدمه وزير الخارجية أحمد داود أوغلو الى اردوغان فاستلم ادارة المؤسسة التركية للخدمات والإنماء التي لها فروع في مختلف انحاء العالم وتعمل على تقديم مشاريع الدعم والعون للدول المنكوبة. ثم اصبح مستشار رئيس الوزراء لشؤون الأمن والملف النووي الإيراني قبل أن يصبح مديراً لجهاز الاستخبارات في أيار (مايو) الماضي . لكن لم يعرف عن فيدان قربه من ايران في تركيا مما يثير تساؤلات حول مصدر المعلومات التي أعلنها باراك. وكان فيدان احد ثلاثة اشخاص شاركوا في المفاوضات السرية التي اجرتها تركيا بين سورية واسرائيل، وكان مقتنعاً حينها بأن تل ابيب لا تريد السلام ولن توقع اي اتفاقية سلام مع احد من جديد. من جانب آخر أكدت مصادر الخارجية ورئاسة الوزراء التركية أن تشكيل لجنة تحقيق دولية في اعتداء اسرائيل على قافلة الحرية لن يسقط حق تركيا بالمطالبة باعتذار اسرائيلي وتعويض لأهالي الضحايا. وعبّر اكثر من مسؤول تركي عن خيبة أمله واستيائه من تصريحات سوزان رايس سفيرة الولاياتالمتحدة الاميركية في الاممالمتحدة، التي وزعتها السفارة الاميركية في أنقرة، وتضع إطاراً ضيقاً لعمل اللجنة الدولية وتؤكد أنها ليست فوق القانون الداخلي لكل من تركيا واسرائيل، وان مهمتها تنحصر فقط بنقل تفاصيل ما حدث للعالم ورسم خطة لمنع تكراره مستقبلا، وهي تصريحات تسقط المساءلة والحساب و العقاب عن مهمة هذه اللجنة.