تُعتبر الانتخابات الاشتراعية في الهند والتي استمرت شهراًَ وانتهت الاربعاء الماضي، أكبر ممارسة ديموقراطية في العالم، لكن يُمكن النظر اليها ايضاً بصفتها محفزاً اقتصادياً ضخماً. وقال اقتصاديون ومحللون سياسيون ان المرشحين والاحزاب أنفقوا 3 بلايين دولار خلال الحملة الانتخابية، بما في ذلك على وسائل النقل والاعلان والرشوة ونيل تأييد الشخصيات النافذة ونجوم المجتمع. وللمقارنة، بلغت كلفة الانتخابات الرئاسية الأميركية نحو 2.4 بليون دولار. والحملة التي تنتهي رسمياً اليوم بصدور النتائج النهائية، حققت مكاسب مالية للتلفزيونات ووكالات الاعلان وبائعي الورد وشركات الطيران والسيارات ومحطات البنزين، اضافة الى محال الحلويات والكهنة والمنجمين. وقدّرت مؤسسة «كوتاك سيكيورتيز» للوساطة، ان المبالغ التي أُنفقت خلال الحملة الانتخابية ستزيد بنسبة 0.5 في المئة الناتج المحلي في البلاد على مدى ستة شهور. وقال كي ان سوماياجي، وهو منجّم وكاهن من طائفة البراهما الهندية في بنغالور، ان «كل مرشح انفق مالاً على الطقوس» الروحانية، مضيفاً ان اكثر من 200 مرشح اتصلوا به للحصول على خدماته. وزاد ان اضخم طقس أداره خلال هذه الحملة، ضم 350 كاهناً من كيرالا وبلغت كلفته اكثر من 3 ملايين دولار. وأشار مدير حملة حزب «باهارتيا جاناتا» الهندوسي اميتاب سينها، الى ان شركات السفر والاعلان نالت حصة الاسد في مجموع الانفاق الانتخابي. وأفادت مؤسسة «تام ميديا ريسيرتش» بأن الوقت المخصص للاعلانات التلفزيونية ارتفع نحو 1500 في المئة منذ الانتخابات الماضية. وقال سينها ان «التلفزيون هو أحد افضل السبل للتواصل مع الجمهور في شكل سهل». كما استخدم المرشحون للوصول الى حوالى 700 مليون ناخب، الرسائل النصية الدعائية على الهاتف الخلوي لاكثر من 400 مليون مشترك. وقال روفيت غوبتا نائب رئيس شركة «تاتا تيليسيرفيسيز»، ان عدد الرسائل النصية على الهاتف الخليوي ارتفع نحو 25 في المئة. في المقابل، عانت المطابع لأن اللجنة الانتخابية منعت تعليق ملصقات انتخابية في الاماكن العامة من دون اذن، كما انخفضت نسبة بيع الأغراض اليدوية التي تحمل صور المرشحين، مثل الحقائب، لمصلحة الإنفاق في الصحف والتلفزيونات. وفي محاولة لمكافحة الرشوة، أقامت الشرطة حواجز على الطرقات خلال الانتخابات وفتّشت السيارات، بحثاً عن رزم من المال النقدي غير الموثقة (مصرفياً أو عبر إيصالات رسمية على سبيل المثال). وضبطت الشرطة تلك الأموال، مفترضة أنها ستُستخدم لشراء الأصوات. وقال احد قادة الشرطة ان السلطات ضبطت 165 مليون روبية (نحو 3.3 مليون دولار) كانت ستُستخدم في رشوة الناخبين.