هزّت سلسلة من الهجمات المسلحة الولاياتالمتحدة خلال الساعات القليلة الماضية، إذ قُتل إمام مسجد ومساعده أول من أمس، برصاص مسلح قرب جامع في منطقة كوينز في نيويورك، فيما رشق متظاهرون غاضبون سيارات للشرطة وأضرموا النار في عدد كبير من المتاجر في ميلووكي مساء اليوم ذاته، بعد ساعات من تمكن الشرطة من قتل مشبوه مسلح لدى فراره. وقالت شرطة نيويورك إن مولانا أكونجي (55 سنة) ومساعده ثراء الدين (64 سنة) أُصيبا برصاص في الرأس في وضح النهار في حي أوزون بارك الشعبي في منطقة كوينز. وتضم المنطقة التي يعيش فيها سكان من الطبقة العاملة بين كوينز وبروكلين، عدداً من العائلات المسلمة التي قدمت من بنغلادش. وصرح ناطق باسم الشرطة بأن إمام الجامع ومساعده نُقلا إلى مستشفى جامايكا في الحي حيث أكد الأطباء وفاة أكونجي فيما توفي مساعده لاحقاً متأثراً بجروحه. وذكرت الشرطة أن رجلاً يُشتبه بأنه مطلق النار وهو فار حالياً، كان يمشي وراء الإمام ومساعده واقترب منهما، ورأى شهود بعد ذلك الرجل يهرب وهو يحمل سلاحاً بعد إطلاق النار. وقتل الرجلان في شارع يحمل اسم «جادة الحرية» (ليبرتي أفينيو). وذكرت وسائل الإعلام الأميركية أن الرجلين اللذين قُتلا كانا خارجين من مسجد «الفرقان» بعد الصلاة. وأوضحت الشرطة أنها لا تعرف بعد دوافع إطلاق النار، مشيرةً إلى أن «لا شيء في التحقيقات الأولية يدل على أن الضحيتين استُهدفا بسبب عقيدتهما». إلا أن سارة سيد من مكتب رئيس بلدية نيويورك، أكدت أن «شرطة نيويورك تحقق في هذه الجريمة من كل الزوايا، بما في ذلك (فرضية) جريمة كراهية». وقال كبير شودوري إمام مسجد الأمان القريب في بروكلين: «إنها بالتأكيد جريمة كراهية أياً تكن الزاوية التي ننظر إليها منها». وأضاف: «إنها كراهية للإنسانية وكراهية ضد المسلمين. هؤلاء يكرهون الإسلام ويسببون هذا النوع من الاضطرابات». وفي المساء، أدى المسلمون الصلاة خارج المسجد. أما النائبة نيديا فيلاسكيز، فوصفت الهجوم في تغريدة بأنه «مروع». وأضافت: «على كل النيويوركيين الوقوف متحدين في إدانة أعمال من هذا النوع». تظاهرات ميلووكي في غضون ذلك، رشق متظاهرون غاضبون سيارات للشرطة وأضرموا النار في عدد كبير من المتاجر في ميلووكي مساء أول من أمس، بعد ساعات من تمكن الشرطة من قتل مشبوه مسلح لدى فراره. وحاولت الشرطة تفريق 200 متظاهر غاضب في هذه المدينة التي تبعد حوالى 130 كيلومتراً شمال شيكاغو، ورمى بعضهم عناصر الشرطة بالحجارة، كما سُمعت أصداء عيارات نارية كانت لإطلاق نار في الهواء على الأرجح. ونُقل شرطي إلى المستشفى عندما أصابه في رأسه حجر رمي على سيارته. وأُحرقت محطة للمحروقات ومصرف ومحل لبيع مستحضرات التجميل ومتجر لبيع قطع غيار السيارات، وفق ما كتبت صحيفة «ميلووكي جورنال سنتينل» المحلية. وأوقف شرطيان مشبوهَين كانا في سيارة، لكنهما تمكنا من الفرار ركضاً. وقالت شرطة ميلووكي في بيان: «خلال هذه المطاردة، أطلق أحد عناصر الشرطة النار على مشبوه مسلح بمسدس نصف آلي» فأرداه على الفور. وأضافت الشرطة أن المشبوه (23 سنة) من أصحاب السوابق. من جهة أخرى، قال رئيس بلدية ميلووكي إن مشتبهاً به قُتل بعد إصابته برصاصتين من رجال الشرطة الذين كان يرتدون كاميرات على أجسامهم. وأضاف أن الرصاص الذي أُطلق في محيط محطة غاز أدى لاشتعال حريق، ما منع رجال الإطفاء من القيام بعملهم فوراً، لافتاً إلى أنه يُعتقد أن حرائق أُشعلت في 3 أماكن أخرى في ميلووكي. في سياق آخر، قالت الشرطة إن دوي إطلاق نار سُمع في مركز تجاري بمنطقة رالي في ولاية نورث كارولاينا أمس، لكن لم ترد على الفور تقارير عن سقوط مصابين. وقال مسؤول في شرطة رالي إن مركز كرابتري فالي أُغلق بعد إطلاق النار. وأضاف أنه «تم إطلاق نار» لكن ليس واضحاً حتى الآن من أطلق النار وما إذا كان شخصاً واحداً أو أكثر. وقالت الشرطة إنه لم يتم القبض على أي مشتبه به على صلة بالحادث.