«المترجمة والسفير»... هذا هو عنوان الحادثة التي فرضت نفسها أمس على الصحف والإذاعات الأسترالية، إذ أعلن مكتب رئيسة الوزراء الأسترالية أنه تلقى رسالة إلكترونية من مترجمة مسلمة تعمل لدى سفارة أستراليا في الرياض تشكو السفير الأسترالي الذي تقول إنه هاج وأرغى وأزبد حين مد يده إليها لتسالمه فاعتذرت بأنها مسلمة فرد منفعلاً: «وأنا مسيحي... صافحي يدي»! وذكرت صحيفة «ذي إيدج» الأسترالية أمس أن المترجمة وفاء سعيد (28 عاماً) أبلغتها بأنها تخلت عن عمل أفضل أجراً وبعقد مدته سنتان لتلتحق بالسفارة. وبعد يوم من التحاقها بالعمل أقيمت حفلة داخل السفارة لتوديع المترجمة التي حلّت محلها. وجاء السفير كيفن ماغي وهو ديبلوماسي متمرس ومحنك ليصافحها، لكنها لم تمد إليه يدها كما كان متوقعاً. وأضافت أن الحادثة وقعت في 19 كانون الثاني (يناير) 2010، وأوضحت أنها رفضت المصافحة التزاماً بالتقاليد الإسلامية، «وبدلاً من ذلك وضعت كفي فوق قلبي وأومأت برأسي رداً للتحية. لكنه تمسك بالمصافحة. ولم أشأ أن أنزل كفي من مكانها. فأحببت أن أشرح له الإتيكيت بقولي: أنا سيدة مسلمة. لكنه قاطعني بازدراء صارخاً: «وأنا مسيحي... صافحيني». وذكرت المترجمة - التي قالت السفارة الأسترالية في الرياض أمس إنها في عطلة حالياً - أنها بعثت رسالة الكترونية بمضمون الحادثة إلى رئيس الوزراء السابق كيفن رود ووزير الخارجية ستيفن سميث بعد نحو أسبوعين من وقوعها، وأردفت ذلك بشكوى على «الفاكس»، لكنها لم تتلق رداً. وذكر مكتب رئيسة وزراء استراليا جوليا غيلارد أمس أنه تلقى رسالة سعيد الكترونياً وحوّلها إلى وزارة الشؤون الخارجية والتجارة في آذار (مارس) الماضي. واكتفت الوزارة بالقول إنها تواصل التحقق من وقائع القضية. ونسبت صحيفة «ذي إيدج» إلى المترجمة سعيد قولها انها لا ترتدي البرقع ولا النقاب، وتكتفي بغطاء للرأس، لأن ذلك يناسب العمل مع الأجانب. وتطالب سعيد بأن يعتذر إليها السفير ماغي، وأن يتم تدريبه على التعامل مع جوانب الحساسية الثقافية. كما تطالب بأن يلزم السفير بتعويضها عما لحق بها من «إساءة معاملة أخلاقية ومهنية» من جراء تصرفه.