تعرض ميناء ايلات الإسرائيلي لإطلاق صواريخ لم توقع ضحايا من الجانب الإسرائيلي، فيما قتل أردني وأصيب 4 بسقوط صاروخ في مدينة العقبة الأردنية (325 كلم جنوب عمان) الساحلية على البحر الأحمر والمحاذية لميناء إيلات. ودانت عمان بشدة الحادث معتبرة أنه «عمل إرهابي» فيما استبعدت مصادر أمنية مصرية إطلاق الصواريخ من سيناء. وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الأردني علي العايد ل «الحياة» ان «صاروخ غراد سقط صباح الاثنين على الشارع المقابل لمدخل فندق الانتركونتيننتال (في العقبة) نتج منه إصابة خمسة أشخاص توفي أحدهم في المستشفى لاحقاً». ورفض الوزير تحديد الجهة التي انطلق منها الصاروخ واكتفى بالقول إن «الصاروخ انطلق من خارج الحدود الأردنية، فيما تجري الجهات الرسمية المختصة تحقيقاً في الحادث». ونتج من سقوط الصاروخ، بحسب شهود عيان، حفرة في الشارع، وأدى تطاير الشظايا الى إصابة سيارتي أجرة قتل سائق إحداهما ويدعى صبحي علاونة (51 سنة) نتيجة إصابة مباشرة في العنق. واصيب بالحادث كذلك اثنان من رجال أمن الفندق إصابات خفيفة فيما أصيب أحد المارة إصابة خفيفة في قدمه. وعلى الفور ضربت قوات الأمن طوقاً على مكان الحادث ومنعت المواطنين من الاقتراب فيما انتشرت الدوريات الأمنية على مفارق الطرق الرئيسية. وأصدرت الحكومة الأردنية بياناً دانت فيه «بشدة العمل الإرهابي المتمثل بسقوط صاروخ على مدينة العقبة من خارج الحدود الأردنية وأدى الى استشهاد مواطن أردني وإصابة خمسة مواطنين آخرين». وندد الوزير العايد «بهذا العمل الإرهابي الإجرامي الذي ذهب ضحيته أبرياء أردنيون» معتبراً «انه عمل عبثي لا يخدم إلا الاجندات المشبوهة». وأضاف إن «الأردن وقف، وسيبقى دوماً، ضد الإرهاب والإرهابيين واستهداف الأبرياء والمنشآت السكنية. وسيواصل معركته ضد من تلوثوا بلوثة الإرهاب الحاقد الأعمى». وأمر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الموجود في زيارة خاصة خارج المملكة، ب «التكفل باحتياجات عائلة المواطن صبحي العلاونة الذي استشهد جراء سقوط الصاروخ وتقديم المساعدة اللازمة لهم». وأوعز للخدمات الطبية الملكية «بتقديم الرعاية الصحية اللازمة للمصابين في الحادث»، على ما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني. وزار نائب الملك الأمير علي بن الحسين العقبة أمس وتفقد مكان سقوط الصاروخ وزار المصابين في المستشفيات ورافقه في ذلك نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية نايف القاضي ووزير الصحة نايف الفايز ووزيرة السياحة سوزان عفانة. وكان فريق أمني من خبراء المتفجرات وصل إلى العقبة لإجراء تحقيق في الحادث، فيما مشط فريق آخر الصحراء الأردنية المحاذية للمدينة. وترأس مدير الأمن العام اللواء الركن حسين هزاع المجالي اجتماعاً بعد ساعات من الحادث في مقر محافظة العقبة بحضور مدير الدفاع المدني اللواء عبد الله الحمادنة ومحافظ العقبة زيد زريقات ومدراء الأمن في المدينة. ورداً على مكان إطلاق الصاروخ على العقبة قال مصدر بوزارة الداخلية الأردنية: «لقد جاء من الغرب» من دون الخوض في تفاصيل. وأضاف إن خبراء يفحصون الموقع لمعرفة النقطة التي أطلق منها الصاروخ. الى ذلك، ذكرت الشرطة الإسرائيلية أن الصواريخ التي سقطت على ميناء ايلات اطلقت من شبه جزيرة سيناء المصرية، غير أن القادة الإسرائيليين تجنبوا ذكر الأمر حرصاً منهم على عدم إحراج مصر التي تتعاون معها إسرائيل للسيطرة على الحدود. وأعلن المسؤول في الشرطة الإسرائيلية موشيه كوهين أن «صاروخين سقطا في البحر» كما سقط آخران «على ما يبدو في الأراضي الأردنية»، فيما يجري البحث عن شظايا صاروخ خامس في شمال مدينة ايلات. وأوضح أن الصواريخ «أطلقت من الجنوب»، في إشارة الى شبه جزيرة سيناء الواقعة على مسافة 10 كلم جنوباً. غير أن مصادر أمنية مصرية أكدت أن «الصواريخ لم تنطلق من سيناء». وذكرت أن «أي عملية إطلاق صواريخ كهذه من سيناء تتطلب معدات وتجهيزات لوجستية لا يمكن توافرها نظراً الى أهمية الإجراءات الأمنية في هذه المنطقة» وتحديداً على طول الحدود مع إسرائيل، بالإضافة إلى عدم وجود أي عناصر لتنظيم «القاعدة» في مصر. كما نفت احتمال تورط عناصر فلسطينية أو تخريبية بإطلاق الصواريخ لأن المنطقة مؤمنة تماماً من الجانب المصري. وذكرت إنه لا يعقل أن يتم إطلاق صواريخ من سيناء، إذ يسبق عملية الإطلاق نقل وتركيب منصات، وهذا لم يحدث. كما أنه ليس من المنطقي نقل صواريخ من قطاع غزة إلى سيناء لإطلاقها. وسبق لإسرائيل ترديد الأخبار نفسها في شهر نيسان (أبريل) الماضي، ولم تتوصل إلى تحديد مكان إطلاق الصواريخ حتى الآن. واتهم رئيس بلدية ايلات مئير اسحق هاليفي، في تصريح الى الإذاعة العامة «متطرفين إسلاميين يتحركون» في سيناء المصرية، مطمئناً السياح الذين يرتادون المدينة الى أن «الهدوء مستتب ولم تتخذ أي إجراءات طوارئ». وشهد ميناء ايلات الإسرائيلي وميناء العقبة الأردني ومنتجعات مصرية قريبة مطلة على البحر الأحمر أعمال عنف نسبت الى متشددين إسلاميين. وهذه المرة الثانية خلال هذا العام التي تسقط فيها صواريخ مجهولة الهوية في العقبة، حيث سقط صاروخ مجهول في 22 نيسان (أبريل) الماضي على المدخل الشمالي للمدينة وأصاب مستودع تبريد من دون وقوع إصابات بشرية. وقالت عمان إن الصاروخ أطلق من خارج الأردن بينما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن احتمال اطلاقه من سيناء. وفي عام 2005 اطلقت صواريخ على سفينة حربية أميركية في ميناء العقبة لكنها لم تصب هدفها وقتلت جندياً أردنياً على البر. وأعلنت جماعة ذات صلة ب «القاعدة» مسؤوليتها عن الهجوم. وبعد عامين تسلل مفجر انتحاري فلسطيني عبر سيناء وقتل ثلاثة أشخاص في ايلات.