يجمع الباحثون أن القرن التاسع الهجري (الخامس عشر الميلادي) هو القرن الذي شهد ازدهار مصنفاتٍ تحمل عنوان «علوم القرآن»، ويعتبر مصنَّف المؤلِّف الموسوعي «جلال الدين السيوطي» (ت 911/1505) المعنون «الإتقان في علوم القرآن» هو المصنف النموذجي في هذا المجال من حيث: 1- إنه استوعب كل المصنفات السابقة المتصلة بالمعارف القرآنية، اللغوية والبلاغية والتاريخية والتفسيرية (النقلية والعقلية) ... إلخ. 2 - إنه صار نموذجاً احتذاه المؤلفون في «علوم القرآن» منذ عصر السيوطي حتى العصر الحديث. أولاً: يسعى هذا البحث إلى تتبع المسار التاريخي الذي سلكته المعارف القرآنية من التركيز على علوم بعينها (مثل «الوجوه والنظائر» «معاني القرآن» «مجاز القرآن» «إعجاز القرآن» «الناسخ والمنسوخ» «المحكم والمتشابه» «أحكام القرآن» ... إلخ) حتى تم استيعابها تحت مسمى «علوم القرآن». ثانياً: يأمل البحث في فك الاشتباك الدلالي في مصطلح «علوم القرآن» بين مفهومين: بين مفهوم «العلوم التي يتضمنها القرآن بوصفه كلام الله عز وجل» وبين مفهوم «العلوم الضرورية اللازمة لفهم القرآن». ثالثاً: يأمل البحث في الكشف عن النقلة المعرفية التي أحدثتها مدرسة «التفسير الأدبي» على يد مؤسسها «الشيخ أمين الخولي» وتلاميذه من بعده - وربما منذ تفسير «المنار» للشيخ محمد عبده وتلميذه «محمد رشيد رضا - في إعادة صوغ «علوم القرآن» وتطويره.