شدد الرئيس حسني مبارك خلال محادثاته مع الرئيس شمعون بيريز في القاهرة امس على ضرورة توافر ثلاث ركائز لانجاح المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، مشيرا الى ضرورة استنادها الى مرجعيات واضحة، ووفق اطار زمني محدد، وتهيئة الاجواء المواتية لانجاحها عبر اجراءات لبناء الثقة ووقف الاستفزازات. في هذه الاثناء، تخيم اجواء من التوتر على قطاع غزة في ضوء تعرضه فجر امس الى غارتين اسرائيليتين جديدتين، وتحميل رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو حركة «حماس» المسؤولية عن تجدد اطلاق الصواريخ على اسرائيل. وفيما عمدت «حماس» الى التهدئة، داعية الى كبح عدوان اسرائيلي محتمل، صعدت حركة «الجهاد الاسلامي» تهديداتها، ملوّحة بعملية استشهادية في قلب اسرائيل حين تسنح لها الفرصة. وفي القاهرة، استقبل الرئيس مبارك امس بيريز وبحث معه في سبل الانتقال الى المفاوضات المباشرة. وقال الناطق باسم رئاسة الجمهورية السفير سليمان عواد ان مبارك شدد على ضرورة ان تكون المفاوضات المباشرة جادة ومستمرة وذات اطار زمني محدد ومرجعيات واضحة، اضافة الى ضرورة توفير الاجواء المواتية لاطلاق هذه العملية التفاوضية. واضاف ان مبارك طالب الجانب الاسرائيلي بالتوقف عن اي مواقف استفزازية تعرقل سير المفاوضات وتهدد بفشلها، مضيفا انه بحث معه ايضا الاستحقاقات المطلوبة من اسرائيل من قبيل اجراءات بناء الثقة في الضفة الغربية، مثل وقف الاقتحامات ورفع الحواجز وتسهيل انتقال المواطنين وتخفيف معاناتهم، اضافة الى الاستحقاقات المتعلقة بقطاع غزة، خصوصا انهاء حال الحصار. في غضون ذلك، شهد قطاع غزة تصعيداً أمنياً لليوم الثاني على التوالي ترافق مع تجدد إطلاق الصواريخ من القطاع باتجاه اسرائيل. وشن الطيران الحربي الإسرائيلي فجر امس غارتين جديدتين، وذلك بعد اطلاق صاروخ من غزة على مدينة سديروت جنوب اسرائيل تبنته «كتائب التوحيد والجهاد» السلفية. وحمّل نتانياهو في بداية اجتماع حكومته امس «حماس» المسؤولية الكاملة عن استمرار اطلاق الصواريخ، وقال ان اسرائيل «تحتفظ لنفسها بحق الدفاع عن سكانها واتخاذ الاجراءات الضرورية للدفاع عن الدولة»، في حين قال نائبه سيلفان شالوم ان «حماس ستندم قريبا وفي شكل سريع في حال قررت استئناف اطلاق الصواريخ». ورد القيادي في «حماس» صلاح البردويل بأن تصريحات نتانياهو «تمهّد لارتكاب المزيد من المجازر» و«تبرير العدوان» الذي اعتبر انه يهدف الى الضغط على الفلسطينيين في اتجاه «الاستلام والتنازل» السياسي. وقال في رسالة موجهة الى اسرائيل: «نسعى الى تجنيب شعبنا الدخول في عدوان جديد، لكن في حال فرض علينا، لا نملك سوى الدفاع عن حقوق اهلنا وثوابتهم». وعبرت حركة «الجهاد» عن موقف مغاير، اذ قال الناطق باسمها الملقب ب «ابو احمد» ان «المقاومة ستتمكن من استعادة قدرتها على الردع في الضفة المحتلة، على رغم الظروف الصعبة التي تعاني منها بفعل سياسة التنسيق الامني، وهي لن تفوّت اي فرصة قد تسنح لها لتنفيذ عملية استشهادية في قلب الكيان الصهيوني الغاشم». وكشف ان لدى «فصائل المقاومة قناعة بأن حال الهدوء السائدة منذ اننتهاء العدوان الاخير مطلع عام 2009، لن تدوم طويلا»، مشيرا الى «شواهد كثيرة»، منها «المناورات العسكرية الاسرائيلية المستمرة، والحشود على حدود القطاع المحاصر، والتوغلات اليومية في المناطق الحدودية، اضافة الى الاعلان الصريح عن نية العدو مهاجمة غزة على لسان الكثير من جنرالاته».