قال رئيس الوفد الافريقي الذي يزور مصر حالياً ألفا عمر كوناري، إن "أفريقيا بحاجة عاجلة إلى مصر وقيادتها"، معتبراً أن "الحوار هو الأفضل لإنهاء الأزمة الراهنة في مصر". ودان كوناري في مؤتمر صحافي اليوم الثلثاء، عقب لقاء مغلق إستمر ساعة بين وفد الإتحاد الافريقي والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في مقر الجامعة وسط القاهرة ما وصفه ب"أعمال العنف"، قائلاً: "ندين بشدة جميع أعمال العنف والإغتيالات بحق رجال الشرطة والقوات المسلحة". وأضاف: "بالنسبة للأفراد الذين لا يمكن توجيه أي تهم لهم، من الأفضل أن يطلق سراحهم ويستعيدوا حرياتهم". وتابع كوناري: "ليس في وسع الإتحاد الأفريقي إلا أن يثق في الشعب المصري الذي قام بثورة 25 كانون ثاني (يناير) 2011، وثورة 30 حزيران (يونيو) 2013". وأضاف كوناري أنه "يجب إستئناف الإضطلاع بجميع الأنشطة بطريقة طبيعية في ظل إحترام القانون والحريات"، في إشارة لأنشطة مصر في الإتحاد الأفريقي. وكشف كوناري عن طلبه لقاء كل من حركة "تمرد" (حركة شبابية دعت للإحتجاجات التي أفضت للإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي)، و "حزب النور السلفي" و حركة "6 أبريل" (حركة شبابية معارضة تأسست في عهد الرئيس السابق حسني مبارك)، وعدد من ممثلي حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين). ولفت إلى أن الوفد أعرب عن رغبته في لقاء بابا الأقباط في مصر تواضروس الثاني، لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب خلوة الأخير (التعبدية). من جانبهما، أعربت حركتا "تمرد" و "6 أبريل" عن إستعدادهما لمقابلة وفد لجنة الإتحاد الأفريقي. وقال مؤسس حركة تمرد محمود بدر، في تصريحات صحافية اليوم، إنه سيلتقي وفد الإتحاد الأفريقي، مساء اليوم، لمناقشة عودة مصر الى الإتحاد الأفريقي بخاصة أنها من أبرز مؤسسيه، والتأكيد على أن هذه العودة "ستكون بمثابة وقوف إلى جانب الثورة المصرية في مواجهة الإرهاب"، على حد قوله. وأضاف بدر أن "الحركة ستدعو وفد الإتحاد الأفريقي لمتابعة سير عملية الانتخابات الرئاسية، للتأكد من نزاهتها وشفافيتها". وقال عضو المكتب السياسي لحركة "6 إبريل" (الجبهة الديموقراطية) محمد يوسف لوكالة الأناضول، إن "الحركة تميل للمشاركة في ذلك اللقاء بشكل لا يفشي خلافات القوى السياسية في مصر، أو ينقل صورة عن الوضع السياسي الحالي للخارج أو يسيء للصورة الذهنية لمصر". وعن أهم القضايا المنتظر أن تتم مناقشتها خلال اللقاء، قال يوسف: "سيكون هناك قضيتان أساسيتان على طاولة الحديث أولهما التشاور حول عضوية مصر المجمدة وضرورة إعادة النظر في قرار السلم والأمن الأفريقي، أما الثانية فهي كيفية التعامل مع الدول المعادية لثورة 25 كانون الثاني (يناير) والتي تحاول عرقلة مصر وتحفيز الدول الأفريقية ضد مصر". في السياق ذاته، إلتقى المجلس القومي لحقوق الإنسان (حكومي مصري)، اليوم، مع الوفد الافريقي، وعبر كوناري لأعضاء المجلس، عن دعم الإتحاد الافريقي لخارطة الطريق، بحسب بيان للمجلس حصلت الأناضول على نسخة منه. وكان وفد الإتحاد الأفريقي، برئاسة رئيس مالي السابق كوناري، وعضوية رئيس بتسوانا السابق فيستوس موجاي، ورئيس وزراء جيبوتي السابق دليتا محمد دليتا، وصل القاهرة منذ يومين بناء على دعوة تلقاها من الخارجية المصرية لبحث تطورات الموقف في مصر. يذكر أن الوفد أجرى لقاءات عدة في مصر بينهما لقاء مع الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، اضافة الى مقابلة أحزاب مصرية ومرشحين محتملين للإنتخابات الرئاسية المقبلة والتي تجرى أواخر أيار (مايو) المقبل، كالمشير عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي السياسي المصري البارز، فضلاً عن لقائه شيخ الأزهر أحمد الطيب. وقرر الإتحاد الأفريقي يوم 5 تموز (يوليو) الماضي تعليق مشاركة مصر في أنشطة الإتحاد، عقب عزل الرئيس مرسي، في 3 تموز (يوليو) الماضي، ورفضت القاهرة قرار الإتحاد الأفريقي، وأرسلت مبعوثين ديبلوماسيين إلى دول أفريقية في محاولة للدفاع عن موقفها، لكن الإتحاد ظل متمسكاً بقراره. وعقب ذلك، تشكلت "لجنة الإتحاد الأفريقي العالية المستوى بشأن مصر"بقرار من رئيسة مفوضية الإتحاد الأفريقي دلاميني زوما يوم 8 تموز (يوليو) الماضي لمتابعة التطورات في مصر. وكان نائب وزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية، حمدي لوزا، توقع في تصريحات صحافية أخيراً، أن يتخذ مجلس السلم والأمن، التابع للإتحاد الأفريقي، قراراً بعودة مصر إلى كامل نشاطها في الإتحاد الأفريقي، فور الإعلان عن رئيس منتخب، مضيفاً أن الأمر "لن يحتاج إلى انتظار القمة الأفريقية في حزيران (يونيو) المقبل".