علمت «الحياة» ان الحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتانياهو، بصدد اتخاذ عدد من الخطوات في اطار بناء الثقة مع السلطة الفلسطينية بعد استئناف المفاوضات المباشرة بينهما، كما علمت ان الإدارة الأميركية رفضت اعطاء الرئيس محمود عباس ضمانات في شأن مرجعية المفاوضات، خصوصاً حدود العام 1967، بل تبنت الموقف الإسرائيلي القائل بأن «حدود 1967 تعتبر نهاية المفاوضات». في غضون ذلك، تعهدت «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» بالثأر لأحد قادتها الذي قتل في قصف اسرائيلي على قطاع غزة امس. وكشفت مصادر فلسطينية ل «الحياة» ان المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل ابلغ عباس خلال لقائهما الأخير في رام الله قبل نحو اسبوعين، ببنود اتفاقه مع نتانياهو في حال موافقة السلطة على المفاوضات المباشرة، مشيراً الى ان الأخير وعد باتخاذ اربع خطوات لبناء الثقة هي: «اعادة اجزاء من اراضي الضفة الغربية الى مسؤولية السلطة الفلسطينية، والحد من عدد عمليات اجتياح مدن الضفة وقراها، على اي يكون قرار الاقتحام او الاجتياح من اختصاص ومسؤولية ضابط اسرائيلي برتبة بريغادير جنرال، والسماح بإدخال 65 صنفاً جديداً من البضائع الى قطاع غزة، وإطلاق اعداد من الأسرى الفلسطينيين كبادرة حسن نية تجاه الرئيس عباس في اعقاب اتمام صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس وإطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير غلعاد شاليت». وأوضحت المصادر الفلسطينية ان عباس طالب ميتشل بأن «يلتزم نتانياهو مرجعية المفاوضات القائمة على اساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967، وفي حال تبادل الأراضي ان تكون الأراضي متساوية في المساحة والقيمة»، كما طالبه بأن «يتعهد نتانياهو بما سبق، على ان تكون الضمانات من الإدارة الأميركية»، لكن ميتشل رد قائلاً ان «حدود العام 1967 تعتبر نهاية المفاوضات»، علماً ان هذا هو موقف نتانياهو الذي يرفض بدء مفاوضات على اساس ان حدود 1967 تشكل مرجعيتها. وكان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى قال انه في غياب تحديد المرجعية لا بد من العودة الى مجلس الأمن لتحديد هذه المرجعية، غير ان الرئيس باراك اوباما رفض هذا التوجه في الرسالة التي بعث بها الى الرئيس عباس وحذره فيها من ان عدم ذهابه الى المفاوضات المباشرة ستكون له تبعاته على العلاقات الفلسطينية - الأميركية، خصوصاً مواصلة دعم اقامة الدولة الفلسطينية وتمديد تجميد الاستيطان. في غضون ذلك، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات عدة على قطاع غزة فجر امس استهدف أحدها موقعاً لقوات الأمن في مخيم البريج وسط القطاع، وأسفر عن استشهاد القائد الميداني في «كتائب القسام» عيسى البطران. في الوقت نفسه، اصيب ثمانية مواطنين، بينهم اطفال، خلال غارة استهدفت «مقر انصار» الأمني غرب غزة، ترافقت مع غارات اخرى على اهداف مدنية في رفح والنصيرات. وفيما شيّع الآلاف جثمان البطران الى مثواه الأخير، تعهدت «كتائب القسام» بالثأر له، علماً ان البطران كان نجا من محاولات عدة لاغتياله، آخرها خلال الحرب الأسرائيلية على غزة نهاية عام 2008 عندما قتلت زوجته وخمسة من أطفاله.