بدأت تتكشف أمس خيوط وملابسات الجريمة الجماعية التي وقعت اول من أمس في منطقة أرض اللواء في محافظة الجيزة (جنوبالقاهرة) وامر المحامي العام الأول لنيابة شمال الجيزة الكلية المستشار هشام الدرندلي بسجن محمد شعبان عبدالمعبود (25 عاماً) 4 أيام على ذمة التحقيقات التي تباشرها معه النيابة بعد أن نسبت له تهم قتل محمد جابر جابر الفهيد (قطري الجنسية - ضابط) عمداً مع سبق الإصرار، وذلك عقب قيام الأخير بإطلاق أعيرة نارية من سلاحه الناري صوب شقيقتيه اللتين تحملان الجنسية السعودية، فقتل واحدة وأصاب الأخرى بإصابات خطيرة بسبب تنازع بينهم على قطعة أرض ميراث لهم عن تركة والدهم المتوفي. وقال مصدر قضائي رفيع المستوى إن الشخص الذي لقي مصرعه عقب ارتكابه حادثة قتل شقيقته والشروع في قتل شقيقته الأخرى في منطقة العجوزة في الجيزة بعد أن قام ابن خالتهما بقتله طعناً بالسكين، هو قطري الجنسية وليس سعودياً كما تردد، وانه يعمل فرداً بالجيش القطري في دولة قطر. وأضاف المصدر ان هذا الشخص يدعى محمد جابر جابر الفهيد ويبلغ من العمر (40 عاماً)، وعلى رغم أن والده سعودي الجنسية إلا انه طبقاً لقانون المملكة العربية السعودية الذي لا يجيز الجمع بين الجنسية السعودية وأية جنسية أخرى، فقد انتزعت عنه الجنسية السعودية فور حصوله على الجنسية القطرية. من جانبها، أمرت النيابة بتشريح جثتي عفراء جابر (سعودية) وشقيقها القطري (قاتلها) محمد جابر لمعرفة وتحديد أسباب الوفاة بدقة، وذلك بعد أن قامت النيابة بمعاينة الجثتين وموقع الحادثة على الطبيعة، وانتهت النيابة من الاستماع إلى أقوال ابن خالة القتيلة وشقيقتها المصابة - محمد شعبان عبدالمعبود والذي اعترف تفصيلياً وأقر بارتكابه لجريمة قتل الضابط القطري إثر قتله لابنة خالته «عفراء» والشروع في قتله الأخرى «جواهر»، كما استمعت النيابة أيضاً إلى أقوال والدة الضحيتين وعدد من شهود العيان للحادثة من الجيران. وكشفت التحقيقات التي أجرتها النيابة أن القتيل القطري محمد جابر حضر إلى مسكن شقيقتيه ونشبت مشادة كلامية حادة بينه وبينهما على الميراث الخاص بتركة والدهم السعودي الجنسية، قام الابن القطري على إثرها بإطلاق النيران على شقيقتيه مما أدى إلى مصرع عفراء جابر 23 عاماً فيما أصيبت الأخرى جواهر جابر 20 عاماً في بطنها وتم نقلها إلى مستشفى إمبابة في حالة خطيرة. وأوضحت التحقيقات أن الجيران بعد سماعهم أصوات أعيرة نارية وصراخاً خرجوا لاستيضاح الأمر، فوجدوا الشقيق القطري يخرج من الشقة مسرح الجريمة مسرعاً ويحمل معه المسدس الذي أطلق منه الأعيرة النارية، فأنهال بعضهم عليه رمياً بالحجارة مما ألحق به إصابات عدة نقل على إثرها إلى مستشفى الموظفين في منطقة إمبابة لعلاجه. وأشارت التحقيقات إلى أن المتهم محمد شعبان عبدالمعبود (ابن خالة الشقيقتين السعوديتين)، ما أن تنامى إلى علمه بما ارتكبه الشقيق القطري بحق شقيقتيه حتى أسرع وألحق بنفسه جروحاً وإصابات بسيطة عدة ودخل إلى ذات المستشفى مدعياً انه يطلب إسعافه ومداواته، غير انه غافل القائمين على المستشفى ودخل إلى الغرفة التي كان يعالج فيها الضابط القطري، إذ قام بتوجيه طعنات عدة نافذة إليه في أماكن متفرقة من جسده حتى أرداه قتيلاً، وحاول بعدها الهرب إلا أن سلطات الأمن داخل المستشفى تمكنت من اللحاق به والتحفظ عليه، وتم إحالته للنيابة التي اعترف أمامها بارتكابه لجريمته ثأراً لمقتل ابنة خاله عفراء وإصابة الأخرى جواهر.