جذبت الاستراحة (المقهى الشعبي) كبيرات السن في مهرجان صيف الأحساء 2010 (حسانا فلة)، واصطحبت الجدات أحفادهن، وحرصن على الحضور مبكراً في كل يوم، منذ انطلاقة المهرجان، والمكوث فيه ساعات طويلة، مستعيدات ذكريات الماضي. وصممت «الاستراحة» من «سعف النخيل»، وزودت بمقاعد خشبية، وأحيطت برواق مصنوع من الطين، في مقاربة لطريقة البناء السائدة قديماً في قرى الأحساء، وما تحويه الحارة الأحسائية بكل عناصرها من بيوت طين ومسجد و«أزقة». وما ميز الاستراحة، وجود أم عبدالله، في العقد السابع من عمرها، التي تأتي كل يوم إلى المقهى الشعبي، على كرسي متحرك، وما أن تتخذ مجلسها، حتى يحيط بها عدد من الأبناء والبنات الصغار، يستمعون إلى قصصها عن العادات القديمة. ويتسابق الأطفال على جلب مأكولات شعبية، مثل خبز التنور والرقاق، وإحضار الشاي. ورأت أم محمد في «الاستراحة» فرصة لإعادة ذكريات الماضي، فيما طالبت طفلات من والدهن تركهن في الاستراحة والاستمتاع بالحكايات. ويمضي طاهر العامر (65 عاماً) يومه في أحد محال القرية التراثية، ويعمل على تجليد الكتب. ويستخدم مواد بسيطة في حرفته، المعروفة ب«الحباكة»، مثل الخيط والإبرة والكرتون والورق والجلد والمقص، إضافة إلى الصمغ. وقال: «على رغم من بساطة المواد، إلا أن الحرفة تحتاج إلى مهارة وروية»، مضيفاً أنه تعلم الحرفة بنفسه، عبر تكرار الممارسة، وقال: «في البداية كانت مجرد هواية، لكنها تحولت بعد ذلك إلى حرفة، قضيت فيها نحو ربع قرن»، مضيفاً أن «مؤلفين وحتى البنوك وبعض الجهات الحكومية، كانوا يقصدوني لعمل أغلفة لكتبهم، إلا أن الأجهزة الحديثة في الطباعة والتغليف، قضت على أهم زبائني». إلى ذلك، تواصل خيمة «عالم فله للأطفال» في المهرجان، تنفيذ فعالياتها الترفيهية والتثقيفية اليومية، واكتشاف المواهب لدى الطفل، والمسابقات الثقافية، والألعاب الحركية، والمنافسات الترفيهية. وأوضح مشرف الخيمة الكابتن أحمد الصايم أن «اللجنة المنظمة للمهرجان، حرصت على استمرار فعاليات الخيمة حتى آخر ساعة من المهرجان، لإضفاء أجواء من المرح والبهجة على الأطفال، عبر إدخال عناصر جذب وتشويق للأطفال من ألعاب، ودمى، ومؤثرات صوتية محببة للأطفال، وألعاب الذكاء، والمرسم الحر، والرسم على الوجه، والفريرة، وألعاب التركيب، إضافة إلى العرض السينمائي الذي يقدم للأطفال في الخيمة، ويحتوي على أفلام تربوية وعلمية، تناسب أعمار الأطفال». وأشار إلى اكتشاف مجموعة من الأطفال ممن لديهم تجارب ناجحة في تقديم البرامج، وهم يخضعون للتدريب الميداني من خلال إشراكهم في برامج وفعاليات الخيمة.