على رغم أنه الناقل الرسمي الجوي المحتفى به دوماً، إلا أنه يعاني ضعفاً في التركيز هذه الأيام وقصوراً في الأداء من دون أن يُبحَثَ عن العلاج، أو يُعرَف كيف نشأت عوامل الضعف وأوراق التقصير، لا أريد أن أقول إننا لم نبحث ذلك، ولكن لم نعد نشك للحظة واحدة في كفاءة وجودة الناقل العزيز، إنما ما نحتاج لإثباته هو قدرته الكاملة على النقل لكل من يتقاطع معه برغبة السفر. آخر الجروح إن لم يكن أكثرها تأثيراً على المستوى الجماعي خفض ناقلنا للسياحة الداخلية بنسبة 35 في المئة لعدم توافر حجوزات الطيران الداخلي كمسبب رئيس أول، وهي نسبة لن أتوقف عندها كثيراً، لأن المؤشرات تتحدث عن إمكان ارتفاع النسبة في ظل الصمت أو الحديث المتواصل المعلن، بأن المسافر جزء من المشكلة من دون الخوض في الأجزاء الأخرى من المشكلة ذاتها التي لم يكتب لها أن تظهر. في ما يتعلق بالجزء المعلن بخصوص مشكلة الناقل تتخذ إجراءات متواصلة وصارمة قسرية تهدف لحلول معينة، وعلى المسافر القبول والرضا بها حتى ولو كانت قاسية نوعاً ما أو مستجدة، ولعل الرضا والقبول بها ثقة منا بأنها قد تحسن من جودة الخدمة المقدمة، وكم من الآمال نعلقها على «قد»، لأننا لا نملك إلا هذا الثوب المحلي ونحب ارتداءه كلما هزنا الشوق أو قهرتنا الحاجة للانتقال من مكان لمكان آخر. الاعتراف بالخطأ أو المشكلة جزء من التخفيف على المسافر المتضرر، ولعل ما لا يمكن قبوله الإعلان المستمر بالأفضلية والأولوية والمثالية في احترام الوقت من خلال جملة تقارير يومية وأسبوعية وشهرية يعدها الأصغر لإرضاء الأكبر أولاً، ومن ثم حجب الرؤية ما أمكن عن مشاهدة الأكبر لأزمة المكان. من يفسر لي عجز المواطن عن الحصول على مقعد واحد إلى مدن المركز والأطراف لأكثر من شهر؟ ومن يحل مشكلة قوائم الانتظار الطويلة من مطار لمطار؟ وكيف أتأكد من أني سأصل في الوقت المحدد مادمت أدفع المبلغ المطلوب لمقعدي الصعب؟ ومن يبرر لماذا تتعرقل رحلات مدن معينة وتتبرمج بالدقيقة رحلات مدن أخرى؟ ومن يخرج جريئاً صريحاً ليعلن أن هناك مشكلات كثيرة لا مشكلة واحدة، والعمل يجري باحترافية وجدية نحو الوصول إلى حل ينهيها فوراً. التمسك بالمثالية ومحاولة إقناع المحيطين أن المكان يمضي بالمسطرة عبث مؤلم وضحك مباشر لم توقفه كثير من الكتابات ولا الشكاوى ولا تفاصيل المعاناة المتكررة من دون أن ننعم بإجابات جادة ومن الميدان مباشرة، سنقبل الحقيقة لكن يستحيل أن نقبل المبررات المخالفة لها والمتحدثة عن بعد من كراسي تتحدث أكثر من أن تتحرك. هذه المرة كان الناقل عائقاً في إتمام توقعات السياحة الداخلية، كما هو مرسوم لها ومنتظر منها، ولا تعليق نملكه على ذلك إلا التأكيد على أن ما يحصل من تراجع لناقلنا ملموس على المستوى الفردي، لكن نريد جرأة في الاعتراف بأن المشكلة تطفو على السطح منذ زمن حتى نيأس من احتمال حل قريب ونضطر للاتجاه لهيئة السياحة لكي تجتهد في الاستراحات على الطرق وتظهرها بصورة راقية ومقبولة حتى نعتمد الطريق البري «الناقل الرسمي» ونغسل الأيدي من إمكان حصولنا على مقعد عبر العزيز الحبيب «الناقل الجوي». [email protected]