تسلّط أحافير اكتشفت في مجرى للصرف الصحي في ولاية ساوث كارولاينا الأميركية، الضوء على تطور السمع بالموجات فوق الصوتية لدى الثدييات البحرية في عصور ما قبل التاريخ، وهي سمة مرتبطة في شكل وثيق بقدرتها الفائقة على الصيد والتحرك باستخدام الموجات الصوتية والصدى. وأورد علماء تفاصيل أحافير جديدة لدلفين يطلق عليه «إيكوفينيتور سانديرسي»، كان يعيش في بحار ضحلة ودافئة قبل 27 مليون سنة. وتكشف هذه الأحافير أذناً حفظت في شكل مذهل. وأظهرت الأشعة المقطعية على الأذن إضافة إلى مقارنات بفصائل ثدييات بحرية أخرى، أن أذن «إيكوفينيتور» تتسم بخصائص موجودة لدى فصائل اليوم التي تستطيع سماع ترددات الموجات فوق الصوتية التي تتجاوز نطاق السمع البشري. وقال مورغان تشرشل، وهو عالم آثار في معهد نيويورك للتكنولوجيا والمشارك في الدراسة التي نشرتها دورية «كارنت بيولوجي»: «تظهر لدى إيكوفينيتور ملامح الجمجمة المرتبطة بتحديد المواقع من خلال صدى الصوت، وإن كان لم يستطع على الأرجح التعامل مع هذه الموجات بدقة الدلافين الحديثة». وتستخدم الحيتان ذات الأسنان مثل الدلافين والحيتان القاتلة وحيتان العنبر، خاصية تحديد المواقع من خلال صدى الصوت المعروفة أيضاً باسم السونار البيولوجي. وتطلق هذه الثدييات موجات صوتية عالية التردد ترتد عن الأجسام تحت الماء وتعود في شكل صدى، ما يتيح لها تحديد موقع أي جسم. وتطورت الثدييات البحرية من أسلاف برية شبيهة بالذئاب قبل أكثر من 50 مليون سنة، وانقسمت إلى المجموعتين المعروفتين حالياً وهما الحيتان ذات الأسنان والحيتان البلينية التي تستعيض عن الأسنان بمنخل غضروفي يصفي الحيوانات المائية الصغيرة من مياه البحر ويبتلعها. وأوضح تشرشل إن الحيتان البلينية لا تستخدم خاصية تحديد المواقع بصدى الصوت التي ظهرت على الأرجح قبل 34 مليون سنة.