وجه رئيس لجنة «دعم المعتقلين والمنفيين اللبنانيين - سوليد» غازي عاد أمس، كتاباً مفتوحاً الى الرئيس السوري بشار الاسد، آملاً بأن «يكون هذا الكتاب مدخلاً الى حوار طال انتظاره قد يساهم في فتح نافذة حل عقلاني وشفاف لقضية انسانية كانت ولا تزال عقبة أساسية عالقة امام علاقات طبيعية بين بلدين شقيقين». وذكّر عاد ب «المشكلة التي تقض مضاجع الكثير من العائلات اللبنانية وتجعلها ضحايا القلق والعذاب وهي في جهل تام لحقيقة مصير احباء لها تم توقيفهم، إما مباشرة او في شكل غير مباشر، على يد اجهزة المخابرات التابعة للجيش السوري الذي انتشر في لبنان منذ عام 1976، او على يد قوى الامر الواقع وتم تسليمهم الى الجيش السوري». وأشار الى أن الحملة التي قامت بها «مجموعة صغيرة من الاصدقاء، وتهدف الى امرين، الاول الاضاءة على هذه الممارسات غير القانونية والتي تعتبر انتهاكاً صارخاً للقوانين المحلية اللبنانية وللقانون الدولي وكل المواثيق الدولية، والثاني العمل على معرفة مصير كل المواطنين اللبنانيين الذين اعتقلوا على يد اجهزة الامن والاستطلاع السورية العاملة في لبنان والعمل على الافراج عن الاحياء منهم واستعادة جثث من مات منهم في السجن». وقال: «الحملة اشارت الى وجود مخالفات قانونية في عمليات الاعتقال، لكن مع مرور الوقت تم تأكيد ما اشرنا اليه من خلال تقارير صادرة عن منظمات دولية تتصف بالموضوعية مثل لجنة حقوق الانسان في الاممالمتحدة ومنظمة العفو الدولية وغيرها»، منتقداً «المحاولات الحثيثة لتسييس الملف من عدد من الانتهازيين والسياسيين». ونفى أن تكون «الحملة التي نقوم بها سياسية وغير بريئة وتدعي ان كل المخفيين اللبنانيين هم في سورية وتحمل السوريين مسؤولية حلها»، وقال: «نحن لم ندع يوماً ان كل المخفيين موجودون في سورية. نحن نعلم ان الحرب جرت على الاراضي اللبنانية، وان العدد الاكبر من المخفيين هو مسؤولية لبنانية، في الدرجة الاولى، لكن هذا لا ينفي حقيقة تاريخية ان الجيش السوري كان موجوداً في لبنان وهو مسؤول ايضاً عن حالات من الاخفاء القسري». وذكر عاد بكلام الاسد عام 2005 ان «سورية ارتكبت اخطاء في لبنان»، داعياً «بإصرار الطامح الى تصحيح الخطأ الجسيم والى علاقة لا تشوبها شائبة بين بلدينا وشعبينا»، وقال: «أسأل سيادتك تقصير المسافة البعيدة بيننا وإفساح المجال للقائك من اجل توضيح الامور بكل شفافية وللتأكيد ان وراء طرح هذا الملف مأساة انسانية متمادية وليس طرحاً سياسياً». وأضاف: «كم كنت أتمنى لو ان المشرفين على البروتوكول في لبنان بادروا الى اضافتنا الى قائمة مستقبليك أثناء زيارتك التاريخية لبيروت وان توافق سيادتك على ذلك لتؤكد أكثر فأكثر ضرورة معالجة كل المشاكل العالقة والمثيرة للجدل لكونها كانت نتيجة مباشرة لكل أخطاء الماضي التي تعلمنا منها جميعاً».