انتقد خطباء الجمعة في العراق تردي الاوضاع الامنية، في ظل الفراغ الدستوري وتأخير تشكيل الحكومة. وقال إمام جامع براثا جلال الدين الصغير ان «حوادث الاغتيال بدأت تزداد بشكل كبير في الشهرين الماضيين ومرتكبو هذه الجرائم يدخلون المناطق ويتجاوزون نقاط التفتيش بالزي الرسمي للقوات الامنية ويستخدمون هويات الجيش والشرطة وحمايات المسؤولين». وتساءل: «اين هو الأمن ياسادة الأمن ولماذا هؤلاء يسرحون ويمرحون كيفما يشاؤون؟». وجدد الصغير دعوته إلى اجتثاث البعثيين في الدوائر الامنية، ملقياً مسؤولية تأخير تنفيذ الاوامر على المسؤولين ومديري الاقسام. وقال ان «الوزراء يفعلون الامر ذاته ويغضون الابصار عن وجود البعثيين في الوزارات الامنية ، ولا ندري على من نعتب وزهرة رجال العراق يذهبون في كل يوم. والآخرون ينظرون الى الأوراق ويستبشرون خيراً بانخفاض عدد القتلى الى عشرة بدلاً من مئة». وتحدث عن فشل السياسيين في تشكيل الحكومة وقال ان «جميع السياسيين مشغولون بمن يأخذ المنصب الفلاني ومن لا يأخذ ومن يمنع ومن يحجز في الوقت الذي يفرض فيه على الشعب ان يتجرع غصة الأمن وغصة الكهرباء وغصة البطالة والفقر والكثير من الالآم لوحده من دون غيره». وأشار الى وجود أزمة ثقة كبيرة بين الكتل السياسية ،الامر الذي حول قضية تشكيل الحكومة الى احجية، يصعب حلها ، داعياً البرلمان الى اختيار رئيس الوزراء بطريقة الانتخاب بين الكتل إذا عجزت عن اختيار شخص مناسب لهذا المنصب وتقديمه. وتحدث الشيخ أحمد الطه السامرائي خطيب وإمام جامع أبي حنيفة النعمان في الاعظمية عن المشكلات التي وقعت نتيجة الفراغين الدستوري والامني. وكان مسلحون مجهولون هاجموا بعد ظهرالخميس، نقطة تفتيش مشتركة بين الجيش العراقي والشرطة في شارع عمر بن عبدالعزيز في حي الأعظمية، وفتحوا النار عليها وقتلوا خمسة من أفراد الجيش العراقي وثلاثة من الشرطة، ثم احرقوا الجثث ومقر النقطة بقنابل حرارية قبل أن يفروا إلى جهة مجهولة. وقال الطه ان المدينة شهدت «مشكلات امنية كبيرة الخميس بسبب الفراغ السياسي والدستوري وتأخير تشكيل الحكومة قد يؤول الى نتائج غير مرضية». وانتقد بعض اساليب التعامل «غير الانساني للقوات الامنية عند قيامها بعمليات الدهم في المنطقة بعد حادثة قتل جنود في احدى نقاط التفتيش وحرق جثثهم». وأكد ان «الناس عانوا من الجماعات المسلحة ومن القوات الامنية فهم ضحايا لكل من ينتصر أو يهزم داخل المدينة»، مطالباً باعادة عناصر «الصحوة» لحماية المدينة في حال عجز القوات الامنية عن فعل ذلك. ودعا الشيخ عساف الدليمي «الحكومة والاجهزة الامنية الى الكف عن التنديد باغتيال علماء الدين وخطباء الجمعة والعمل على تأمين سلامتهم وتوفير الحماية اللازمة لهم». وأوضح ان «التنديدات التي نسمع بها غير كافية ولا تعبر اجمالاً سوى عن مواقف سياسية لا أكثر». وشدد على « ضرروة ان تضع الاجهزة الامنية في حساباتها حماية رجال الدين خصوصا من اعلنوا براءتهم واكدوا مواقفهم المعارضة لتنظيم القاعدة «. واشار الى ان « مقتل امام وخطيب جامع الراوي في الفلوجة الشيخ احسان الدوري بانفجار عبوة ناسفة استهدفته لدى خروجه من صلاة العشاء وتصفية رجال دين آخرين في كركوك وديالى يضع الحكومة والقيادات الامنية امام منزلق خطر عليها الخروج منه». وكان عدد من رجال الدين في ديالى وكركوك والفلوجة والانبار قضوا بهجمات مسلحة في وقت لم تعلن الاجهزة الامنية اعتقال منفذيها . ويؤكد مسؤولون امنيون ان استهداف التنظيمات المسلحة الموالية لتنظيم القاعدة رجال دين هو جزء من استراتيجية هذه التنظيمات ضد خطباء ورجال دين اعلنوا مواقفهم المعارضة للقاعدة وللافكار المتطرفة. من جهته، دعا الشيخ علي رضا الحمامي «الكتل السياسية المتصارعة على المناصب الى انهاء خلافاتها تقديراً لما قدمه العراقيون من تضحيات منذ عام 2003 «. واوضح ان «الانعكاسات الامنية لهذه الخلافات واستياء العراقيين من فشل الكتل الفائزة في الاتفاق على تشكيل حكومة عاد سلباً على عموم الاوضاع الامنية والخدمية وعلى الاحزاب الرئيسة والتحالفات الجديدة انهاء خلافاتها حرصاً على المصلحة العامة».