يستقبل الرئيس حسني مبارك غداً الرئيس شمعون بيريز الذي زار مصر ثلاث مرات العام الماضي. وقال مصدر ديبلوماسي إن لقاء مبارك - بيريز يأتي استكمالاً للمشاورات التي أجراها مبارك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أخيراً، مشيراً إلى أن الرئيس المصري سيؤكد ضرورة ان تكون المفاوضات على أسس ومرجعيات سلام واضحة، خصوصاً في ما يتعلق بالوقف التام والكامل للاستيطان في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية، ورؤية واضحة من مسألة الحدود الدائمة للدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأكد المصدر أن المشاورات ستتناول توفير أفضل السبل لتهيئة الأجواء لإطلاق مفاوضات جادة وفق مرجعيات واضحة وفي إطار رسالة لجنة مبادرة السلام العربية للرئيس باراك أوباما التي تتضمن شرحاً للموقف العربي في شأن أسس بدء المفاوضات المباشرة عبر وجود حزمة من الضمانات المكتوبة لضمان مفاوضات جادة نهائية لا تؤدي إلى الدخول مجدداً في حلقات مفرغة. وتأتي زيارة بيريز لمصر عقب اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية أول من أمس والتي أعطت ضوءاً أخضر للرئيس محمود عباس (ابو مازن) للدخول في مفاوضات مباشرة مع الإسرائيليين، وضرورة توفير متطلبات هذه المفاوضات، مع ترك تحديد موعد بدئها للرئيس الفلسطيني. في هذا الصدد، اوضح وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن اجتماع لجنة متابعة المبادرة العربية اتخذ موقفاً ايجابياً من جهود تحقيق السلام من دون التفريط في ثوابت الموقف العربي الفلسطيني. وأضاف أن الرسالة التي وجهتها اللجنة الى الرئيس باراك أوباما «تعكس بدقة هذا التوازن، بين تأييدنا لجهود تحقيق السلام التي تقودها الولاياتالمتحدة من جهة، وبين الحفاظ على أساسيات الموقف المطلوب فلسطينياً وعربياً، والتي تتمثل في ضرورة توافر مرجعية سياسية واضحة للعملية التفاوضية ووقف النشاط الاستيطاني طوال العملية التفاوضية من جهة أخرى». وتابع: «هناك أفكار عربية مصاحبة للرسالة، وهي تتحدث أيضاً عن الرؤية الخاصة بكيفية المضي قدماً على مراحل عدة وعلى مستويات مختلفة». ورداً على استفسار في شأن ما يتردد عن موافقة اللجنة على الانتقال إلى التفاوض المباشر وإسقاط المطالب الفلسطينية، أكد أبو الغيط أن «اللجنة لم تأخذ موقفاً يؤدي إلى الانتقال الفوري أو التلقائي الى المفاوضات المباشرة، بل تمسكت، كما جاء في الرسالة، بالمطالب اللازمة لتوفير الأجواء المناسبة لبدء التفاوض المباشر، وكان واضحاً أنها تتفهم تماماً موقف الرئيس أبو مازن في هذا الموضوع»، مشيراً إلى أن «الوضع الآن يحتاج إلى المزيد من الاتصالات للتوصل إلى المطلوب، ومن المؤكد أن المجتمع الدولي، ممثلاً في اللجنة الرباعية الدولية، يجب أن يضطلع بدوره في هذا الشأن». وذكر وزير الخارجية أن الجانب العربي ما زال مستمراً في دعمه القوي للرئيس الفلسطيني، و«ما زلنا نطلب من الجانب الأميركي الاستمرار في العمل من أجل طمأنة الجانب الفلسطيني، خصوصاً أن الاجتماع العربي أكد أن تلك المفاوضات هي المفاوضات النهائية، بمعنى أننا نرفض أن تكون عملية مفتوحة الأمد، أو أن تتحول إلى حلقة في سلسلة مفاوضات أبدية لتسوية هذا النزاع». وعن موضوع اللجوء إلى مجلس الأمن، قال أبو الغيط: «هذا الخيار هو أحد الخيارات العربية، ويمكن اللجوء إليه في التوقيت الذي نختاره، لكن المهم الآن العمل هو من أجل إنجاح العملية التفاوضية على الأسس السليمة التي يمكن أن تؤدي إلى النتائج المطلوبة». وعبر عن أمله بأن يرتقي الموقف الإسرائيلي إلى المستوى ذاته من المسؤولية والحرص على إنجاح الجهد الأميركي، وقال: «يجب على الجانب الإسرائيلي أن يتعاون ويبدي المرونة اللازمة».