علمت «الحياة» أن حركة «حماس» بدأت «تحركاً مكثفاً مع أطراف عربية ولبنانية حتى ينصف اللاجئون الفلسطينيون في لبنان من دون أن يكون ذلك باتجاه التوطين». وأكدت مصادر قيادية في الحركة في لقاء حضرته «الحياة» أن هذا الموضوع ناقشه رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل أثناء اجتماعه أول من أمس مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عشية زيارته للبنان. ورأت مصادر «حماس» أنه «لا يجوز تحت ستار التوطين أن يحرم اللاجئ الفلسطيني في لبنان من العمل وحق التملك»، مشيرة الى ان الحركة نقلت هذه الرؤية الى أطراف لبنانية، ومشددة على «الحقوق المدنية للفلسطينيين في لبنان». وعلم أن مشعل بحث مع الشيخ حمد الوضعين الفلسطيني والعربي، ونتائج اجتماع لجنة المتابعة العربية في القاهرة، وموضوع المصالحة الفلسطينية، ومسألة المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. وفي شأن موقف «حماس» من موقف لجنة المبادرة العربية بإعطاء ضوء اخضر مبدئي للمفاوضات المباشرة، اعتبرت مصادر «حماس» أن اجتماع القاهرة «خرج بنتيجة ملتبسة غير صريحة»، عازية ذلك الى «شعور العرب بحرج أكبر» في هذا الشأن. وكشفت أن خلاصة رسالة الرئيس باراك أوباما الشفوية الى (الرئيس) محمود عباس (قبل أيام) تركز على ثلاثة امور هي أنه «لا بد من الذهاب الى المفاوضات المباشرة، وبعض التحسينات، ورفع سقف المنظمة، والمساعدات، وإجراءات اسرائيلية في الضفة الغربية»، مع تأكيد ان «أميركا هي التي تتولى مسؤولية اقناع العرب بالمفاوضات المباشرة». وفيما قالت المصادر ان الرسالة الثانية المكتوبة (التي وزعت للعرب في مؤتمر لجنة المتابعة) قد تكون صيغت صياغة مطمئنة ومبنية على الرسالة (الأميركية) الأولى، رأت أن «رسالة اوباما الشفوية أكثر حزماً وأقل تطميناً». وأعتبرت أن «ما جرى في القاهرة يعكس الضعف العربي، وأن العرب أعطوا غطاء ما بشيء من الالتباس (للمفاوضات المباشرة)». وشددت على أن «الموقف العربي لا يعاني من الضعف والانقسام فحسب، بل من غياب القيادة، وهناك أكثر من سياسة عربية (تجاه القضية الفلسطينية)، ولا توجد سياسة عربية مركزية» في هذا الشأن. وبالنسبة الى أميركا، رأت مصادر «حماس» أن «الولاياتالمتحدة تعطي الأولوية لمصالحها في العراق وأفغانستان، كما تعطي اعتبارات لقوى (اقليمية) أخرى على حساب العرب، سواء أكان ذلك سلباً أو ايجاباً»، في اشارة الى (اسرائيل وتركيا وإيران). وأكدت المصادر أن «الانقسام الفلسطيني غير مسموح الخروج منه»، وأن أبواب التسوية مغلقة، وأن هناك من يريد أن تخضع «حماس» لشروط اللجنة الرباعية (الاعتراف بإسرائيل وبالاتفاقات الموقعة معها ونبذ العنف)، وأن تخرج الحركة من المشهد السياسي تحت غطاء المصالحة. وأوضحت المصادر مجدداً أن «حماس» رفضت ذلك، وأنها بقيت صامدة، لكنها أعربت عن اعتقادها بأن وصول المفاوضات الى طريق مسدود قد يدفع تلك القوى التي تضغط على الفلسطينيين الى النظر الى موضوع المصالحة، وأضافت: «الآن يريدون (القوى الدولية) أن يفاوض الفلسطيني من موقف ضعيف». وفيما رأت المصادر أن المشهد الفلسطيني معقد ومتأثر بحسابات أميركية وعربية أيضاً، قالت إن «أي تأزيم للحالة اللبنانية قد يؤدي الى تفجير داخلي، وقد تكون هذه هي اللحظة المناسبة لتصعيد عسكري ضد لبنان». ورداً على سؤال ل «الحياة»، قالت المصادر: «اذا أدى القرار الظني في شأن المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري الى استقطاب طائفي وتم اقحام حزب الله في الموضوع، فإن الظرف سيكون مواتياً لإسرائيل». وعن توقعات «حماس» في شأن حرب اسرائيلية على ايران، رأت المصادر أن «اسرائيل (في هذه الحالة) تحتاج الى انخراط أميركي مباشر»، مؤكدة أن اسرائيل تريد الحرب. ورأت المصادر ان «انفراجاً حدث في علاقات سورية الإقليمية والدولية من دون أن تدفع الثمن الذي طلب منها، ومن دون أن تخضع للشروط الأميركية». وشددت على أن «دور سورية نما اقليمياً وبقيت على موقفها السياسي عموماً مع هامش مرونة معروفة في السياسة السورية». وفي شأن المصالحة، قالت المصادر «ان أبو مازن غير مستعد لإغضاب مصر»، وجددت التأكيد على أن «الورقة المصرية حذفت منها بنود ستجعل المصالحة التي يريدونها تخرج حماس من الشراكة السياسية والأمنية والانتخابات، أي يريدوننا أن نخرج من الوطن». ووصفت المصادر القيادية في «حماس» الحالة الفلسطينية الراهنة بأنها «خسارة للجميع»، وأكدت أن اولوياتها تكمن في «توحيد الصف الفلسطيني وترتيب البيت الفلسطيني وفق توافق معين والاتفاق على استراتيجية، كما دعت العرب الى دعم المقاومة الفلسطينية»، وقالت: «هذا هو الخيار الواقعي». وفي شأن علاقات «حماس» العربية، شددت المصادر على حرص «حماس» على علاقات طبيعية وقوية مع كل الدول العربية، وقالت: «لم ندخل في مواجهات لا مع مصر ولا مع الأردن أو غيرهما». أما في شأن العلاقات مع أميركا، فقالت: «لا جديد ولا خطوة رسمية للتعامل مع حماس، أميركا تتعامل مع حماس بطرق غير رسمية»، لافتة الى أن هناك تنامياً في الشعور بأهمية التعامل مع الحركة. ونوهت قيادات في «حماس» بدور تركيا «الإيجابي» في المشهد السياسي، ورأت أن «الغيرة غير الطبيعية من الدور التركي ناشئة من العجز».