أظهرت دراسة أن بعض الأسماك قد تتكيف مع التغير الكيماوي للمحيطات المرتبط بارتفاع درجة حرارة الأرض، من خلال ضبط دفاعات أجسامها بشكل دائم عند مستوياتها الليلية حين تجد المياه أكثر خطورة. وعندما يختلط الماء بثاني أكسيد الكربون الذي يصنعه الإنسان وينطلق في الهواء من خلال احتراق الوقود الأحفوري، يتكون حمض ضعيف يمكن أن يسبب أذى للحياة البحرية، في تغير يرجح أن يفاقم من تأثير ظاهرة ارتفاع درجات حرارة العالم في القرن الحالي. وتعدل الأسماك أجسامها كل يوم لأن مستويات ثاني أكسيد الكربون تصل إلى ذروتها في البحار في شكل طبيعي خلال الليل، وتنخفض خلال ساعات النهار عندما تمتصه الطحالب والأعشاب البحرية ونباتات أخرى لتولد طاقة. وكشفت دراسة أن أسماك دامسل الشوكية، وهي أنواع صغيرة تعيش في الحاجز المرجاني الكبير في أستراليا، استطاعت أن تعالج مستويات الكربون المرتفعة في المياه بإنتاج ذرية مزودة بساعات بيولوجية مرنة تساعد على التكيف مع التحمض. وأوضح أحد معدي الدراسة في جامعة «الملك عبد الله للعلوم والتقنية» في السعودية تيموثي رفاساي في النتائج التي نشرت في دورية «نيتشر» للتغير المناخي، أنه «يبدو أن الذرية المتكيفة قد تكون عدلت ساعاتها اليومية كما لو كان الوقت ليلاً دائماً». ووضع العلماء أسماك دامسل ذات اللونين الرمادي والأبيض في مياه فيها مستويات من ثاني أكسيد الكربون تشابه تلك المتوقعة خلال العقود المقبلة، ثم فحصوا التغيرات في الجينات والبروتينات في أمخاخها. وقال أحد المشاركين في إعداد الدراسة فيليب مونداي، وهو من جامعة «جيمس كوك» في أستراليا، إن هذه النتائج «ربما كانت بمثابة نبأ طيب»، إذ تدل على الطرق التي يمكن أن تتكيف بها الأسماك مع تحمض المياه. غير أنه أضاف أن العلماء بحاجة لدراسة أخرى لمعرفة إلى أي مدى يمكن وراثة الجينات المفيدة. وهناك أيضاً عوامل ضارة كثيرة أخرى مرتبطة بالتغير المناخي، مثل ارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات والذي يمكن أن يمنع بعض الأسماك من التكاثر. ويجعل التحمض نمو القشريات التي تحمي كائنات مثل الاسقلوب أو الروبيان أمراً صعباً. ووجدت دراسات أخرى أنه يمكن أيضاً أن يؤدي إلى خلل في سلوك الأسماك، ابتداء من القرش إلى السالمون.