لم يألف الفرنسيون مشاهدة سيدتهم الأولى ترتدي الجينز وتتمشى في شوارع العاصمة باريس من دون حماية أمنية، خصوصاً في أحد أكثر الأحياء ازدحاماً. فبرناديت شيراك زوجة الرئيس السابق، على رغم انخراطها في العمل الانساني إلا أنها حافظت على «وقار» المركز، خصوصاً أنها أيضاً سليلة عائلة نبيلة. أما دانييل ميتران فاشتهرت بدفاعها عن الحريات وعن حقوق الأقليات ولا تزال تدير جمعية للدفاع عن الأكراد. كارلا بروني ساركوزي مسألة أخرى. الحسناء الايطالية الآتية من عالم الأزياء والغناء والتي لا تزال في ريعان الشباب تحيّر الفرنسيين، ليس سلباً أو ايجاباً، بل من جهة أسلوبها الجديد في مقاربة مركزها. ففي آخر ظهور «شعبي» لها، شوهدت السيدة الفرنسية الأولى مرتدية الجينز في شارع موفتار القديم في الحي اللاتيني برفقة النجم السينمائي الأميركي أوين ويلسون والمخرج الشهير وودي آلن، ما أثار فضول المارة الذين سرعان ما لمعت عدسات كاميراتهم وهواتفهم الخليوية. إلا أن مدام ساركوزي لم تكن تتنزه مع السينمائيين الأميركيين أو تقوم بدور الدليل لهما في أحد أعرق شوارع باريس، انها كانت تمثل دورها في فيلم آلن الجديد «منتصف الليل في باريس» من بطولة ماريون كوتيار وريتشل ماك أدامز وأدريان برودي وويلسون، وهو دور صغير كان آلن تعهد بإسناده الى السيدة الفرنسية الأولى في 14 تموز (يوليو) 2009 عندما لبّى دعوة الرئيس الفرنسي لحضور احتفالات العيد الوطني الفرنسي. وتؤدي بروني ساركوزي في الفيلم شخصية مديرة متحف، ولا تزيد مدة مشاركتها في التصوير عن أربعة أيام ستسافر إثرها الى الجنوب الفرنسي في صحبة الرئيس لقضاء العطلة الصيفية في المنزل الذي تملكه عائلتها. وهكذا تتحول بروني ساركوزي الى ممثلة بعدما كانت إحدى أكبر عارضات الأزياء «توب موديل» على المستوى العالمي، إضافة الى نشاطها المستمر كمغنية. وكانت بروني قد جربت التمثيل السينمائي مرة واحدة في حياتها عندما ظهرت في لقطة واحدة من فيلم «بابارازي» الى جوار نجم الغناء الفرنسي جوني هاليداي. ولا شك في أن آلن حصل على تسهيلات كثيرة لتصوير بعض لقطات فيلمه الجديد في الطريق العام في باريس، خصوصاً انه كان أعلن قبل بضع سنوات أنه يحلم بالعمل في فرنسا وفي باريس بالتحديد إلا أن التصريحات المختلفة فيها معقدة جداً ومكلفة أكثر بالمقارنة مع مثيلتها في لندن مثلاً حيث صور آلن اثنين من أهم أفلامه في السنوات الخمس الأخيرة.