أرجأت الأطراف السياسية العراقية الجلسة الأولى للبرلمان الى اشعار آخر، فيما وصل رئيس هيئة اركان الجيوش الأميركية الأميرال مايك مولن الى بغداد أمس لمراجعة خطط انسحاب قواته والاشتراك في مشاورات تشكيل الحكومة. إلى ذلك، حذر نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي من أن تأجيل تشكيل الحكومة سيدعو الأممالمتحدة إلى التدخل لتسهيل هذه المسألة، خصوصاً ان مجلس الأمن سينعقد في 4 الشهر المقبل لدرس الأوضاع في العراق. وسيلتقي مولن الرئيس جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي وقائد القوات الأميركية الجنرال راي اوديرنو. وكانت أنباء غير مؤكدة أفادت خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لبغداد أن الولاياتالمتحدة تدعم اتفاقاً يتضمن تقاسم السلطة بين المالكي ورئيس الوزراء السابق اياد علاوي. ويقول مسؤولون عراقيون ان الإدارة الأميركية ترغب في اعلان الحكومة قبل نهاية آب (اغسطس) المقبل وهو موعد انسحاب القوات القتالية. وأكد مسؤولون عسكريون اميركيون ان تاخير تشكيل الحكومة لن يغير خطط الانسحاب، في اشارة الى احتمال أن تستغرق الاتفاقات العراقية وقتا طويلاً. وخرج اجتماع قبيل الموعد المقرر لانعقاد الجلسة البرلمانية امس ضم رؤساء وممثلي الكتل السياسية البرلمانية باتفاق يقضي بتحويل الحكومة الحالية الى حكومة تصريف اعمال وتأجيل جلسات البرلمان الى اجل غير مسمى، في انتظار التوصل الى توافقات حول الرئاسات الثلاث. وأعلن رئيس السن فؤاد معصوم امس أن «الكتل اتفقت على تأجيل جلسة البرلمان الى اشعار آخر وجعل حكومة المالكي حكومة تصريف اعمال». وأوضح في مؤتمر صحافي ان «اجتماع قادة الكتل شدد على ضرورة تكثيف اللقاءات للإسراع في تشكيل الحكومة». لكن الناطق باسم الحكومة علي الدباغ اكد ان مجلس الوزراء ناقش الموضوع وخلص الى ان الحكومة الحالية «تقوم بمهماتها وتؤدي مسؤولياتها استناداً الى الصلاحيات الدستورية والقانونية الممنوحة لها ولا تعقد اتفاقات إستراتيجية أو معاهدات أو تعيينات خاصة، ولا تقوم بصرف مبالغ خارج الموازنة المصادق عليها منذ انتهاء أعمال مجلس النواب ولغاية انتخاب حكومة جديدة». على الصعيد ذاته، قال الهاشمي أن عدم الاتفاق على تشكيل الحكومة «سيفتح الباب أمام الأممالمتحدة للتدخل في العراق،» فيما قال القيادي في جبهة «التوافق» سليم الجبوري في مؤتمر صحافي في مقر البرلمان امس ان « هناك مخاوف حقيقية من ان يأخذ مجلس الأمن زمام المبادرة لحل الأزمة السياسية والدستوية في البلاد».