مع اقتراب شهر رمضان المبارك، عززت قوات الأمن الجزائرية عمليات المراقبة في العاصمة وبعض ضواحيها وباقي الولاياتالجزائرية، وأقامت حواجز في نقاط جديدة، إما عبر الطرق السريعة أو الفرعية المؤدية الى وسط العاصمة، في ما يعتبره مراقبون الإختبار الأول لجهاز الأمن الوطني بعد تعيين اللواء هامل عبد الغني على رأسه قبل أسبوعين، وسط مخاوف أمنيين جزائريين من تصعيد يرتبط عادة بشهر الصوم الذي يحل في النصف الاول من آب (اغسطس). وأعلنت مصادر أمنية عن تعزيز الإجراءات الأمنية في جميع الولاياتالجزائرية في رمضان. وتضاعف عدد أعوان الأمن في العاصمة الجزائرية ليبلغ 12 ألفاً يتوزعون على الشوارع الرئيسية في قلب العاصمة وفي الأماكن العامة والأسواق الشعبية ومحطات القطارات والمطارات. وقالت المصادر أنه تم تعزيز جميع المنافذ المؤدية من العاصمة واليها بوحدات الأمن الوطني. وطبقت الإجراءات نفسها في جميع أنحاء الولايات الداخلية وخصوصاً في المدن الكبرى مثل عنابة وقسنطينة ووهران وغرداية وغيرها، ضمن خطة أوصى بها المدير العام الجديد في أول إختبار عملي يجريه لجهازه. وتستعين قوات الأمن بتجهيزات جديدة مستخدمة أجهزة رقمية مرتبطة بمواقع مركزية تتضمن ملفات المطلوبين لدى العدالة. وجرى تزويد مصالح الأمن عند نقاط التفتيش والحواجز بأجهزة جديدة تستعمل في مراقبة حركة السيارات والكشف عن مواد كيماوية تستخدمها الجماعات المسلحة عادة في صنع المتفجرات وتفخيخ السيارات. ولوحظ في الساعات الأخيرة نصب حواجز في مناطق غير إعتيادية، على الطرقات السريعة أو الفرعية المتجهة نحو وسط الجزائر العاصمة. اما في البلديات الممتدة جنوب العاصمة وحتى مدينة البليدة (50 كلم غرب العاصمة)، فضربت السلطات الأمنية طوقا أمنياً بالشدة نفسها، حيث تكررت الصورة في بني مراد، وعند مفارق الطرق المؤدية إلى بوفاريك بمدخلها الشمالي وحتى الشبلي. وفي حين اعتمدت مصالح الأمن شكلا من الرقابة العادية في بوفاريك والشبلي، فإن الأمر يختلف عند مدخل بني مراد، حيث لوحظ استخدام جهاز قادر على كشف أي سيارة فيها مواد كيماوية مشبوهة. وتكررت المراقبة مشددة عند حدود بعض البلديات جنوب العاصمة، مثل براقي. والطوق الأمني نفسه قائم ايضا عبر كل البلديات الشرقية والقريبة من حدود بومرداس وتيزي وزو، حيث تستخدم الطريقة نفسها في الكشف عن المتفجرات أو المواد المستعملة فيها، وأقيم حاجز جديد للدرك الوطني في منطقة «حوش الخشبة» ببلدية حمادي، وحاجز آخر للجيش في «أولاد إبراهيم» البعيدة عن مقر البلدية 20 كيلومترا، وسيجت بعض الحواجز بأسلاك شائكة لا تسمح بالمرور إلا في اتجاه واحد، وبالتداول بين أصحاب المركبات ذهابا وإيابا. وتبدو الإجراءات الأمنية المحيطة بمدينة بومرداس شرقي العاصمة أقل حدة في قلب المدينة، إلا أن ذلك لم يمنع من تطبيق الخطة الأمنية المعتمدة على الولاية المصنفة بين أعلى المناطق الخطرة، وحيث المتاريس والأسلاك الشائكة تميز الحواجز المنصوبة بكثرة في كل الإتجاهات. ولم يتغير تركيز قوات الأمن على محور الطريق الوطني الرقم 5 لحيويته في حركة المرور، كونه يربط العاصمة بولايات شرق البلاد، وعلى مشارف زموري ودلس ومنطقة بوبراك وسواحل الولاية، وهي المناطق التي تتوجس منها الجهات الأمنية بالولاية، حيث تتعدد محاولات زرع القنابل والاعتداءات على قوات الأمن والدرك والجيش.