تحولت أجواء منطقة الباحة إلى شتوية مع تدني مستوى درجات الحرارة في الوقت الذي التحفت فيه تحت خيمة من الضباب والسحاب وهتان المطر لترسم بذلك للزائر سحر الطبيعة وروعة المنظر، وسط توافد قوافل الزوار على مدينة الباحة ومحافظاتها. وأبهج رذاذ المطر والضباب اللذين تخللا أشجار العرعر وسهول الباحة مصطافي المنطقة، الأمر الذي دعا الكثيرين إلى الاسترخاء والاستجمام لتتحول بذلك إلى سياحة شتوية، تزامناً مع الوقت الذي يحط فيه الزائر رحاله في الباحة هرباً من موجة الحر التي تجتاح معظم مناطق المملكة، مستمتعين بما تقدمه مختلف الجهات الخدمية بالمنطقة من برامج وفعاليات منوعة، وحفاوة وتراحيب أهالي الباحة بالمطر. اشتكى أهالي وزوار منطقة الباحة من الموقع الحالي لمهرجان العسل الدولي التاسع المقام بحديقة الأمير محمد بن سعود برغدان، الذي يقام على مساحة كبيرة من الساحة المخصصة لاصطفاف السيارات، ما تسبب في أزمة خانقة بالشوارع المحيطة. ووصف زوار الحديقة موقع المهرجان بأنه غير مناسب، الذي يتمثل بوضع صيوان كبير داخل مواقف الحديقة المخصصة للعائلات، ما تسبب في عدم وجود مواقف لزوار الحديقة، وكذلك لسوق الأسر المنتجة الواقع بجوارها. من جهته، قال أحد سكان المدينة محمد سعيد الغامدي ل«الحياة»، «إن موقع المهرجان غير مناسب إذ أقيم في ساحة مواقف السيارات، التي خصصت لخدمة الحديقة وسوق الأسر المنتجة إضافة إلى المدينة الترفيهية، وتسبب المهرجان في إشغال عدد كبير من مواقف السيارات». وعلقت المواطنة بشاير محسن، بأنها تقصد الحديقة بغية قربها من سوق الأسر المنتجة، وتستطيع شراء الأكل والجلوس بعيداً عن الكثافة السكانية، لكن موقع المهرجان حرم زوار الحديقة خصوصية العائلات، ما تسبب في دخول الشباب منطقة العائلات. وقال عبدالله الهجهاجي: «إن من الحكمة إقامة مهرجان في مكان حيوي، يقصده كل من في المنطقة وزوارها، لوجود الغابة والفعاليات، لكن إقامة المهرجان في منطقة حيوية ضيق على جميع زوار الحديقة، وكان من الأجدر وضعه بجوار المركز الحضاري أو في ساحة تكون قريبة من المهتمين بالعسل». بدوره، أوضح رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان الدكتور أحمد الخازم أنه من المفترض أن يكون مكان المهرجان في موقعه العام فوق «الأسر المنتجة»، لكنا فوجئنا بقرار الأمانة التي أجرت الموقع لأحد المستثمرين. وعن سؤال ضيق حركة المرور وصعوبة الحصول على موقف، قال الخازم: «فعلاً إنها تسببت في زحمة، ولكن الأسر المنتجة سعيدة بمقر المهرجان، وخصوصاً أن المنظمين وفروا بعض المأكولات للأسر المنتجة، مشيراً إلى المهرجان يقام في المواقف، وأن الحديقة ليست للعائلات بل للعامة، وأن وفترة المهرجان قصيرة.