تتكثف المحادثات الأميركية - الروسية في جنيف ولاوس في الأيام المقبلة لوضع لمسات أخيرة وحل «شيطان التفاصيل» في مسودة اتفاق بين البلدين يتضمن هدنة ووقف قصف «المعارضة المعتدلة» مقابل محاربة «جبهة النصرة» وإطلاق عملية سياسية على أمل أن تشكل هذه المسارات «فرصة سحرية» كي يدعو المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إلى استئناف مفاوضات جنيف في شهر آب (أغسطس) باعتبار أن القرار الدولي 2254 حدد بدايته موعداً لتشكيل هيئة الحكم الانتقالية. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعلن أنه سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف في بداية الأسبوع المقبل في لاوس التي تستضيف اجتماعات قمة «آسيان»، موضحاً «سنرى إلى أين وصلت مفاوضاتنا. في حال لم يتم حل بعض الأشياء أو الأسئلة من خلال المفاوضات الجارية، يجب أن نعمل على حلها» على اعتبار أن لقاء كيري - لافروف سيتزامن مع محادثات ستجرى في جنيف بين مسؤولين أميركيين وروس بمشاركة الأممالمتحدة بدءاً من الثلثاء. ويستكمل المسؤولون الأميركيون والروس بينهم خبراء من العسكريين والسياسيين، البحث في مسودة الاتفاق التي كان سلمها كيري خلال زيارته إلى موسكو قبل أسبوعين، وتتضمن «إجراءات ملموسة» وتبادل معلومات وخرائط وإحداثيات والتعاون بين الجيشين وأجهزة الاستخبارات لمحاربة «جبهة النصرة» المصنفة مع «داعش» على قوائم الإرهاب، مقابل أن تقوم موسكو بالضغط على دمشق لوقف قصف «المعارضة المعتدلة» وعدم تحليق الطيران السوري في مناطق عمل الطيران الروسي والأميركي، إضافة إلى إطلاق عملية «انتقال سياسي» بموجب القرار 2254. وإذ أبدى مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) و «وكالة الاستخبارات الأميركية» (سي آي أي) شكوكاً إزاء نجاح خطة كيري، بدا المبعوث الأميركي الرئاسي لمحاربة «داعش» بريت ماغورك بين المتحمسين لهذه الخطة والتعاون مع الروس لمحاربة «النصرة» و «داعش». وقد يشارك ماغورك في محادثات جنيف بعد يومين، التي تضم نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف. وقال مسؤول غربي: «كيري قال أكثر من مرة أنه ليس هناك بديل من التعاون مع الروس. لكن واقع الحال أن كيري كان يقترب كل يوم من موقف لافروف خلال الأشهر الأخيرة». ويدفع كيري، الذي حصل على تفويض من الرئيس باراك أوباما، للتوصل إلى اتفاق قبل 31 تموز (يوليو) الجاري لتوفير أرضية لاستئناف مفاوضات جنيف الشهر المقبل ل «اختبار ما إذا كان الروس مستعدين أم لا لتنفيذ ما قالوا لنا أنهم سيفعلونه خلال المفاوضات في موسكو» التي شملت لقاء مع الرئيس فلاديمير بوتين وتضمنت بحث «خطوات ملموسة» للتعاون، في وقت أنهى دي ميستورا أمس جولة شملت برلين وأنقرة بعد محادثات مع مسؤولين أميركيين وروس للدفع باتجاه عودة الأطراف السورية إلى جنيف بعد توقف المفاوضات في نيسان (أبريل). وقال دي ميستورا أنه والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «مصممان على تحديد موعد مناسب للمفاوضات». وأوضح مسؤول غربي أمس أن هناك شعوراً بضرورة «التقاط اللحظة السحرية» وهي قرب نهاية ولاية أوباما ورغبته بإحداث اختراق على المسار السوري ونهاية ولاية بان بعد اجتماع الجمعية العام للأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) المقبل، لاعادة إطلاق مفاوضات السلام. ويتطلب ذلك إقناع «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة التي أعربت عن القلق من القصف الذي تتعرض له مناطق سورية عدة وفرض القوات النظامية الحصار على حوالى 300 ألف في الأحياء الشرقية لحلب ليرتفع عدد المناطق المحاصرة إلى 19 منطقة «تخنق» معظمها القوات النظامية.