شهد المسرح الشمالي في مدينة جرش الأثرية شمال عمّان، افتتاح الدورة الحادية والثلاثين لمهرجان جرش للثقافة والفنون، التي تستمر حتى نهاية الشهر الجاري، قبل أن تتواصل بين الأول والرابع من الشهر المقبل في العاصمة الأردنية. وتضمنت الاحتفالية عرضاً مسرحياً يشبه «المغنّاة»، بعنوان «السيف والقلم»، من كلمات صفوان قديسات، وألحان أيمن عبدالله ووليد الهشيم. وتناولت رسائل هذه الاحتفالية، التي تضمنت إلقاء قصيدة وطنية لصلاح جرار، أهداف الثورة العربية الكبرى التي أطلقها الشريف حسين بن علي في الحجاز. الأداء جاء أنساقاً سمعية لأغانٍ طربية، قدمتها ليندا حجازي، أيمن تيسير، غادة عباسي، أسامة جبور، هيفاء كمال ومتعب السقار. كما جاء، من جهة ثانية، ترنماً بالكلام الموزون، وفق أداء تقنية الرويّ للممثلين لارا الصفدي، منذر رياحنة، نادرة عمران، حسن الشاعر، عبير عيسى ومحمد العبادي. وقدّمت أيضاً موسيقى حية عزفتها موسيقيات القوات المسلحة الأردنية، بانسجام وسلاسة وتناغم مع أداء عناصر العرض الأخرى التي رسمت المحتوى الشكلي الجمالي لهذا العرض. وشاركت فرقة أوسكار لفنون الرقص في تقديم لوحات حركية مصاحبة لأداء الممثلين والمغنين. وشهد الافتتاح الذي رعاه رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي، تشدداً في الحضور الأمني، فللمرة الأولى تحلّق طائرة هليكوبتر تابعة لقوات الأمن العام فوق جرش الأثرية، طوال مدة الافتتاح. كما أن الحافلات ومركبات الحضور رُكنت في مواقف خارج المدينة الأثرية. وعلى المسرح الجنوبي، أطل اللبناني وائل كفوري على الجمهور الذي ملأ المدرجات بأغنية أردنية وطنية «جيشنا جيش الوطن» للفنان الأردني عمر العبدلات. وغنى كفوري بعضاً من أقدم أغانيه، من بينها «ما وعدتك بنجوم الليل» حتى أحدثها «نهاية غرامك»، إضافة الى المواويل، وسط تفاعل كبير من الجمهور. وكان لافتاً، وللمرة الأولى منذ عقود، غياب الجمهور عن الاحتفالية التي كان حضورها من الشخصيات الحكومية، كما تمّ التخلّي عن المسرح الجنوبي الذي يتّسع ل5 آلاف مشاهد، لمصلحة المسرح الشمالي الذي يتّسع ل1500 مشاهد. وأكد المدير التنفيذي للمهرجان محمد أبو سماقة، أن رسالة المهرجان «تنويرية، تنبذ الإرهاب والتطرف، وتسعى الى إشاعة ثقافة الفرح، في ظل ما يتميز به الأردن من أمن واستقرار، باعتباره وجهة للمواطنين والمغتربين الأردنيين والزوار والسياح العرب والأجانب». وشهد الافتتاح كلمات منها لرئيس اللجنة العليا للمهرجان عقل بلتاجي الذي أكد تواصل نجاح المهرجان، ورئيس بلدية جرش الدكتور علي قوقزة، الذي أشاد بأهمية إعطاء الدولة الأردنية المساحات لكل أبناء المدينة للمشاركة في المهرجان. ويشارك في الدورة الحالية عدد كبير من الشعراء والفنانين، والفرق الفنية من الأردن، فلسطين، مصر، العراق، لبنان، تونس، المغرب، البحرين، فرنسا، تشيلي، الأرجنتين، البرتغال، إيطاليا، الصين، والفيليبين. وتعقد على هامش المهرجان الندوة الفكرية الدولية حول مئوية الثورة العربية الكبرى اليوم وغداً في المركز الثقافي الملكي والجامعة الأردنية، بمشاركة عدد من الباحثين والمفكرين العرب والأردنيين، وستُلقى في افتتاح الندوة قصيدة للشاعر حيدر محمود. ويصعد إلى خشبة المسرح الشمالي فنانون وفرق محلية وعربية وأجنبية: فرات قدوري من العراق، فيليبا ردوريغز من البرتغال، دانيال ميل من فرنسا، فرقة أمين وحمزة من تونس، خوان كارلوس من الأرجنتين، الطنبورة من مصر، أوتوستراد من الأردن، وليلة طربية محلية يشارك فيها: سهير عودة، إبراهيم خليفة، محمد رافع، وغالب خوري. ويقف على المسرح الجنوبي وائل كفوري ولطيفة التونسية وكاظم الساهر ووائل جسار وسعد المجرد ويارا ونجوى كرم ونداء شرارة وأدهم نابلسي وطوني قطان ويحيى صويص وحسين السلمان ومحمد الحوري ونانسي بيترو وأحمد عبندة وعماد الخوالدة، وفرقة النادي الأهلي للفولكلور الشركسي والفرقة الهاشمية. بينما تحتضن الساحة الرئيسة وشارع الأعمدة، حيث تقدّم الفاعليات مجانًا، العديد من العروض الفنية لفرق محلية وعربية وأجنبية وفنانين محليين، وأمسيات شعرية، ومعارض للمنتجات الريفية والصناعات الغذائية والحرف والصناعات التقليدية في إطار المسؤولية الاجتماعية للمهرجان في دعم الجمعيات، والشراكة مع المؤسسات التي تعمل على تمكين المرأة والأسرة الأردنية اقتصادياً.