لا البحر يُشبع آمالي ولا المطرُ ولا الغمامُ ولا الصحرا ولا الشجرُ عَطِشتُ حتى كأن الشمس تشربني وجعتُ يأكل مني الرملُ والحجرُ وسحت كالدمعة الخرساء تمسحني أنامل الحزنِ أو يغتالني السهرُ وطفت كالشاردِ المجنون تصرعني كتائب الريح لا تبقي ولا تذرُ أسائل الركبَ أين الدارُ؟ هل أحدٌ آوي إليه ألا بدوٌ ألا حضرُ هل من مغيثٍ وجرحي نازفٌ دمه هل من مجيبٍ وصوتي كله خطرُ تريد ماذا؟ ينادي الدهر احسبه كصيحة الرعدِ والإعصارُ ينفجرُ من ذا تناجي وفي عينيك ملحمةٌ من التأمل تُتلى عندها العبرُ أهارب أنت والأيام مقبلةٌ؟ ما للسنينَ على خديك تنتحرُ؟ فقلتُ دعني سؤلاً حائراً قلقاً ما الناس قصدي وإن غابوا وإن حضروا وفي ربى (طيبةٍ) أوقفتُ راحلتي هناك حيث الهدى والمجدُ والسورُ سيعلم الدهر من أعني وأقصده ودولة العشق تأتيني وتعتذرُ