كان أمس يوم فيروز في بيروتودمشقوالقاهرة والكويت وفي مدن فلسطينية عدة، عطفاً على بضع مدن في استراليا والولايات المتحدة... واليوم هذا أحياه أصدقاء فيروز وعاصي وعشاق صوت «جارة القمر» الذين باتوا يسمون أنفسهم «الفيروزيون» والذين يتوزعون في العالم العربي والمغترب ويتواصلون عبر الانترنت ويحيون الحفلات واللقاءات. وانطلاقاً من بيروت، غصّت أمس باحة المتحف الوطني بمئات الأشخاص، شباباً وكباراً وصغاراً، تحدّوا الحر والشمس ووفدوا ليقولوا: «نعم لفيروز» على وقع أغانيها والموسيقى الرحبانية التي ارتفعت. وحمل الجميع صوراً للمطربة وزّعت عليهم وارتفعت لافتات كبيرة تستنكر الحملة القائمة ضد فيروز مسمية المطربة «جارة القمر» و «الصوت الملائكي» و«سفيرة لبنان الى النجوم». وشارك في الاعتصام جمع كبير من أهل الفن والثقافة والإعلام، وما إن وصلت الممثلة المصرية إلهام شاهين التي جاءت من القاهرة خصيصاً للمشاركة في اللقاء حتى توجهت نحوها الكاميرات وقالت بصوت عالِ: «فيروز هي نجمة العالم العربي اليوم ولا أحد يستطيع أن يمنعها من الغناء». وضاقت باحة المتحف بالمعتصمين حتى أن المصورين لم يتمكنوا من متابعة مَن حضر من أهل الفن وكان منهم المغنية جوليا بطرس والممثلة رلى حمادة والمغنية رلى سعد والكاتب مسعود ضاهر وحشد ضخم من الإعلاميين. وحضرت ريما الرحباني وخطفت الأضواء لكنها رفضت الكلام وكانت وزّعت تحية شكر الى «الفيروزيين» الذين نظموا هذا الاعتصام دعماً للمطربة فيروز ازاء الحملة التي قام بها ضدها أبناء الفنان منصور الرحباني. وجاء في تحية ريما التي وزعتها على الإعلام باللغة العامية: «أحب في هذا اليوم أن أقدم تحية باسم فيروز وعاصي الرحباني الى كل الذين شاركوا في هذا اليوم الفيروزي، والى الشباب المتحمسين لقضية فيروز ولصوتها الذي يحبونه والذي رافقهم. وأحيي أيضاً كل الفيروزيين الذين قاموا بهذا التحرك المؤثر دعماً لفيروز، وبهذه الاعتصامات العفوية التي عمّت العالم العربي وبلاد الاغتراب. لقد اكتشفنا اليوم فعلاً أن الفن الصادق يجمع كل الناس، وهذا الذي استطاع أن يفعله صوت فيروز في كل العالم العربي، وأصدق صورة عنه هو التحرك النبيل الذي قام به اليوم أناس أوفياء للفن ولصوت فيروز ولعاصي الرحباني». وفي القاهرة التقى جمع كبير من محبي فيروز وعشاق صوتها، في ساقية الصاوي بعد أن كان مقرراً أن يلتقوا في نقابة الصحافيين، لكن ضيق المقر حملهم على الانتقال الى باحة ساقية الصاوي. وهناك ارتفعت الأغنيات الفيروزية وأذيعت الأغنية الجديدة التي ألفها ولحنها المطرب تامر حسني للمناسبة وعنوانها «فيروز». وقال تامر الذي يسمى «نجم الجيل» ان فيروز «هي ملك لكل العرب، وظاهرة عربية ووطنية وفنية عالية، ومهاجمة مطربة بحجمها هي اهانة لكل فنان عربي». وتقول الأغنية: «حبيبتي يا صوت السلام/ صوتك يا أغلى الكنوز/ يا حبيبة قلبي يا فيروز...». وفي الكويت تنادى جمع كبير من الفيروزيين وأعلنوا أمس «يوم فيروز في الكويت». والتقوا في مراكز فنية وثقافية وفي مقاه وبثوا أغاني فيروز. أما في دمشق فأحيا الفيروزيون احتفالاً حاشداً في باحة منطقة باب توما وشارك فيه جمع كبير من أجيال مختلفة ورددوا الأغاني الفيروزية. وكان عدد من الصحافيين والإعلاميين السوريين جاؤوا من دمشق لتغطية الحدث الفيروزي في بيروت. وفي مدن فلسطينية عدة مثل حيفا والقدس وعكا ورام الله تجمّع أيضاً عشاق فيروز واحتفوا بهذا اليوم ووزّع ملصق فيروزي على المشاركين كتب عليه «من قلبي سلام لفيروز».