نحو 15 يوماً تفصل بين زيارة مرتقبة لنائبة وزير التربية والتعليم الدكتورة نورة الفايز للمنطقة الشرقية، وبين منتدى المرأة الاقتصادي الذي اختتم أعماله مساء أمس، إلا أن العيون كانت تتجه إلى كرسي الفايز في الوزارة. وعلى رغم غياب الفايز عن المنتدى، إلا أنها كانت الحاضر الغائب، من خلال وصولها إلى الوزارة كأول امرأة تتسنم منصباً مهماً في الدولة، ولم تخلُ أية مناقشة في أروقة المؤتمر من ذكر الفايز، وفتحها الباب أمام المرأة السعودية للوصول إلى مناصب عليا كانت في السابق من المستحيلات. وكشف المنتدى عن رغبة ملحة لدى المرأة في تغيير حالها، وضرورة إشراكها في التغيرات المتسارعة التي تشهدها البلد، فالآمال مازالت معلقة بأن يتم وضع امرأة في وزارة التجارة والصناعة، على غرار وزارة التربية والتعليم. الأميرة لولوة الفيصل كشفت في حديثها ل «الحياة» عن مشاركة المرأة في صناعة القرار والتي وصلت إلى نسبة أقل من 1 في المئة، موضحة: «هذه هي الحقيقة فعندما اطلعت على القطاعين العام والخاص توصلنا إلى أن نسبة متدنية جداً في إشراكها في وضع السياسات والخطط». وحول التفاؤل بإحلال امرأة في الوزارة تتولى الشؤون النسائية كنائبة وزير التربية والتعليم، أشارت إلى أن «القرار بيد الملك، بيد أنني اعتقد انه إذا توافرت المؤهلات والعلم والمعرفة الكاملة للمرأة لا اعتراض من دخولها الوزارات، وهذا ليس ضد الرجل أو مع المرأة، نحن مع المجتمع السعودي»، وقالت: «لا يوجد مانع، ولابد للمرأة أن تشارك الرجل في صناعة القرار». وبحسب رأي المستشارة السابقة في مجلس الشورى الدكتورة نورة اليوسف ل «الحياة»، أن التدرج هو الذي يكشف عن المكانة التي بدأت تحصل عليها المرأة في تولي المناصب القيادية، معتبرة «دخولنا كمستشارات في قطاعات مهمة، وإشراكنا في العديد من الاستراتيجيات مؤشر وبصيص أمل لتطور مشاركة المرأة»، في الوقت الذي تستبعد دخول المرأة إلى وزارة التجارة والصناعة كمنصب قيادي، «مازالت نسبة مشاركتها في قطاع الأعمال متدنية عكس قطاع التعليم». ولم ينقطع حديث النساء عن أهمية إشراك المرأة في التنمية، وفي صنع القرار، عبر إيجاد استراتيجية متكاملة، وتعتبر إحدى سيدات الأعمال التي تملك شركة متخصصة في قطاع السيارات، أن «غياب المرأة من المناصب القيادية يحرمها من نقل واقعها الحقيقي»، وفيما تلقي المتحدثات أوراق العمل حول المعوقات التشريعية والاجتماعية، وكيفية الأداء التنموي، واتجاهات الاستثمار النسائية، تتجه الحاضرات، إلى المشاركة في مناصب الوزارة. إذ تقول إحدى العاملات في قطاع التعليم: «تأنيث قيادات التعليم، جاء بامرأة ذات شخصية قيادية مؤثرة، فهي تتمتع بتأثير أكثر من الرئيس الأميركي أوباما». اختتم المنتدى الاقتصادي أعماله ولملمت المحاضرات أوراقهن على أمل أن ينعقد المنتدى المقبل في عام 2010، بوجود امرأة جديدة تنقل أصواتهن من خلال كرسي في وزارة التجارة، فعقبات كثيرة، والأمل موجود بأن تشارك في التنمية كعنصر حقيقي.