لن يستطيع أي ناقد أو محلل فضائي أو أي مدير فني تحديد اتجاه كأس الأبطال مساء الليلة، لأن الفريقين باختصار شديد أهلاً للقب وأي فريق يفوز بالكأس سيكون مقنعاً لكل الوسط الرياضي، وستلقى التهاني من الجميع. الاتحاد حقق بطولة الدوري وهي البطولة الأهم في عرف المدراء الفنيين لأنها تأتي هذه البطولة بعد تساوي الفرص مع كل المنافسين باللعب ذهاباً وإياباً، وبالتالي يكون البطل هو صاحب صولجان هذا الموسم، والشباب أتى من الخلف بعد أن تجاوز الطابور الخامس واستعاد مستواه الفني في أهم وقت من الموسم، فحقق كأس الأمير فيصل بن فهد ونافس بجدارة على بطاقته في دوري المحترفين الآسيوي على رغم تصرف فريق الشارقة البعيد عن الروح الرياضية، وأقصى الهلال أخطر فرق الموسم من كأس الأبطال، ووصل للنهائي بجدارة واستحقاق. أين يستقر الكأس الغالي؟ سؤال عائم يتمدد على الشفاه والآمال، ويهز جدار المشاعر، فالشباب حقق هذا البطولة في نسختها الأولى، وعلى حساب الاتحاد، ويسعى إلى تأكيد تفوقه وتخصصه في النهائيات أمام الاتحاد بالذات، والاتحاد يسعى إلى تحويل موسمه المحلي إلى تاريخ لا يصله الإ القليل من المنافسين، فالجمع بين بطولة الدوري وكأس الأبطال حلم لا يفسر مراحله وجماليات الفريق مثل الاتحاد. قد يكون النهائي صراعاً بين اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، وقد يكون مهارة عمل إداري وفن تحضير نفسي، وقد يكون الدافع الجماهيري والإعلامي أحد محاور التفكير في نهائي الليلة الكبيرة لكن العارفين ببواطن العمل الفني، يتفقون على أن النهائي حبكة مدربين وسيناريو يخرجه المدرب الفني المتمكن من أدواته فقط ولا يستطيع أحد معرفة ما يدور في رأس كالديرون وهيكتور فالمدرسة الأرجنتينية فرضت هيمنتها على موسمنا المحلي في شكل لافت. الأوراق الفنية كثيرة لدى الطرفين، ومفاتيح اللعب محصورة في تحركات نور وتسديدات أبو شروان بالنسبة إلى الاتحاد، إضافة إلى خطورة نائف هزازي قنبلة الاتحاد الفنية. والشباب يعتمد على توليفة شابة متناغمة فنياً تتميز بالمهارة والفطنة والدهاء، إضافة إلى السرعة في الأداء الذي يربك الاتحاد كثيراً، حراسة الفريقين متقاربة بخاصة بعد عودة مبروك زائد لمستواه الطبيعي، وأصبح مركز ثقل للفريق، وخطّا الدفاع متقاربان، وتميل الكفة لخبرة لاعبي الاتحاد ووسط الفريقين صراع جبابرة بين أفضل خطي وسط هذا الموسم، وتبقى لغة الأهداف بين خطي الهجوم يترجمها لعدة لغات ناصر الشمراني ونائف هزازي، وقد يأتي من يجيد الترجمة من الصفوف الخلفية، مثل أبو شروان وكماتشو. الفريقان يملكان مقومات البطل الحقيقي، والمنتظر مباراة تليق بسمعة الكرة السعودية التي ستسوقها القنوات الفضائية على مدى ساعات عدة في يوم الحدث، وسيكون البطل عريساً متوجاً بكأسك يا وطني.