كنت أتساءل دوماً... متى سيزور محمد بن همام، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، كوريا الشمالية؟ قد يعود ذلك لتعاطفي مع كرتها المجهولة والتي لم تجد اهتماماً تستحقه من المسؤولين عنها في بيونغ يانغ، لذلك كنت اعتقد وما زلت بأن خلاص كرة القدم في كوريا الشمالية سيأتي من الاتحاد الآسيوي، من ابن همام تحديداً. بعد قدرتها على التأهل لمونديال جنوب أفريقيا 2010، أعتقد بأن من العدالة أن نعطي كوريا الشمالية الفرصة في مشاركتنا في البطولات الآسيوية، تلك العدالة لم نجدها في عهد الاتحاد الآسيوي سابقاً قبل رئاسة ابن همام للكرة الآسيوية، فقد كنا في غرب آسيا نعاني من انحياز تلك الإدارات إلى جانب شرق آسيا. اتذكر مثلاً في بطولة الاندية الآسيوية لأبطال الدوري – الاسم القديم لدوري أبطال آسيا – وفي كأس الكؤوس الآسيوية التي انتهت في العام 2002 كيف كانت القرعة قاسية على ممثلي غرب آسيا، ويا كم كانت رحيمة بفرق شرق آسيا. لكن العهد الجديد للكرة الآسيوية وبقيادة ابن همام منذ 2002 وحتى هذه اللحظات، اعتمد على النظر الى جميع البلدان الآسيوية بعين العدالة. صحيح بأن هناك نظاماً احترافياً مقنناً، ينظم علاقات الأندية الآسيوية ببطولاتها، وهذا الامر لا يعيب الاتحاد والنظام، بل هي خطوة لتطوير الاندية الآسيوية وتحولها من نظام الهواية الى نظام الاحتراف. الآن أتساءل: لماذا لا نعطي كوريا الشمالية حقها في المشاركة في دوري أبطال آسيا أو في كأس الاتحاد الآسيوي؟ لماذا لا نعطي منتخبها حقه في المشاركة في تصفيات كأس آسيا. لا أعرف كم مرة زار ابن همام العاصمة بيونغ يانغ، الا ان هذه الزيارة اعطت مؤشرات بأن الاتحاد الآسيوي يرغب في تطوير كرة القدم هناك لمصلحة آسيا أولاً وكوريا الشمالية ثانياً. قد يرد البعض بأن كوريا الشمالية هي من تجني على نفسها، فهي تغلق الابواب وتمنع التحركات وتسكت الاصوات ... نعم هذا صحيح ولكن دور الاتحاد الآسيوي يأتي في دعم ومساعدة كرة القدم في 46 دولة منتشرة في القارة ... لماذا لا تحاول؟ الرئيس يزور كوريا الشمالية، كذلك الرئيس يصرح بأنه سيشجع منتخبها في كأس آسيا 2011. فهمتها بأنها رغبة من الرئيس ليدعم كرة القدم هناك، ولم أفهمها بأنه سيقف ضد الإمارات والعراق وإيران، فتشجيعه ليس في الفوز والخسارة، بل باستمرار ممارسة اللعبة هناك، ومحاولة إدخالها للمنظومة الآسيوية بطريقة فعالة، فنحن نتحدث عن مجال رياضي لا سياسي ... نحن لسنا أميركا! [email protected]