تعقد لجنة المبادرة العربية للسلام على مستوى وزارء الخارجية اجتماعها في مقر الجامعة العربية الخميس، في وقت حذر الرئيس محمود عباس امس في كلمة امام قمة الاتحاد الأفريقي التي بدأت امس في كمبالا بمشاركة اكثر من 30 رئيس دولة افريقية ووفود مشاركة بصفة مراقب، من ان الممارسات الإسرائيلية تقضي على اي فرصة لحل الدولتين، وتعيد الوضع الى «دائرة العنف». وقال عباس في كلمته امام القمة «ان السياسات والممارسات الإسرائيلية لا تبقي فرصة لتحقيق حل الدولتين بل تقوضه، الأمر الذي قد يعيد المنطقة مجدداً الى دائرة العنف والصراع». وأوضح ان تخوفه نابع مما «تفعله اسرائيل من سيطرة على مزيد من الأراضي وبناء وتوسيع المستوطنات وإقامة الوحدات الاستيطانية على اراضينا، في القدسالشرقية خصوصاً، وما يبتلعه جدار العزل والفصل العنصري الذي يقام في وقت نحن احوج ما نكون الى جسور السلام والتعايش». وقال: «لقد ذهبنا إلى المحادثات غير المباشرة برعاية الولاياتالمتحدة، وقدمنا تصورنا للمبعوث الأميركي السيد (جورج) ميتشل، ونحن على استعداد، وأعلنا ذلك مراراً، للذهاب لمفاوضات مباشرة عند إحراز تقدم ملموس في موضوعي الحدود والأمن وتجميد الاستيطان». وجدد التأكيد من كمبالا «على أن تمسكنا بخيار السلام ثابت واستراتيجي لا رجعة عنه، وذلك من أجل بناء مستقبل أفضل لأجيالنا وشعوب منطقنا كافة». وعبر عن امله بمواصلة الدعم الأفريقي للقضية الفلسطينية، وقال: «نعوّل على تواصل جهودكم ومؤازرتكم لفلسطين، وكذلك دور الاتحاد الأفريقي ودول القارة الأفريقية من أجل العمل إقليمياً ودولياً وعبر المؤسسات الدولية لحمل إسرائيل، قوة الاحتلال، على وضع حدٍ لاحتلالها أرضنا ومقدساتنا، ووقف سياساتها الاستيطانية». وكان عباس قال لوكالة «فرانس برس» في كمبالا اول من امس: «اوجه رسالة الى رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ان علينا الا نضيع هذه الفرصة للسلام الشامل في المنطقة، وأنا مستعد للقائه بعد الموافقة على مرجعية المفاوضات المباشرة في تل أبيب او رام الله او اي مكان آخر». وأضاف: «دائماً نوجه رسائل الى الحكومة الإسرائيلية ونقول لها ان مصلحة شعبينا وشعوب المنطقة هي حل الصراع، وأن نقيم دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل تعيشان بأمن وسلام الى جانب بعضهما البعض». وأوضح ان «الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي لم تتوقف على اكثر من صعيد، ومنها لقاء رئيس الوزراء سلام فياض مع وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك» الذي عقد في الخامس من تموز (يوليو) في القدس. وتابع: «المهم الاتفاق على ارضية المفاوضات، وعندما يقدمون (الاسرائيليون) المرجعيات المتفق عليها وهي حدود الأراضي المحتلة منذ العام 1967 نذهب للمفاوضات» المباشرة. في غضون ذلك، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صالح رأفت لوكالة «فرانس برس» ان الرئيس عباس سيحضر اجتماع لجنة المتابعة في القاهرة، مضيفاً: «حتى الآن فإن المشاورات التي اجراها الرئيس مع القيادتين المصرية والأردنية ودول عربية اخرى، تؤكد دعماً عربياً للموقف الفلسطيني». وأضاف ان الموقف الفلسطيني يتمثل في انه «لا يمكن الانتقال الى مفاوضات مباشرة من دون التزام اسرائيلي معلن بوقف تام للاستيطان، ومن دون احراز تقدم جدي في ملفي الأمن والحدود، والاستناد الى مرجعية دولية عند البحث في امور الحدود». كما أعلن الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين في الجامعة السفير محمد صبيح أن عباس سيصل إلى القاهرة الخميس حيث سيقدم تقريراً تفصيلياً أمام اللجنة عن الموقف الفلسطيني من نتائج المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي، وكذلك عن المفاوضات المباشرة التي تدعو إليها إسرائيل والولاياتالمتحدة. وأشار إلى أن الاجتماع سيناقش مقترحات عربية عدة للحكومات والمنظمات الأهلية لحماية القدس ومناهضة السياسة العنصرية الإسرائيلية التي تعتمد على الحصانة التي تحصل عليها إسرائيل من عدد من الدول الأميركية والأوروبية. وقال إن هناك خطوات عملية في الجامعة، وأنه تشكلت لجان تحضيرية برئاسة قطر وعضوية عدد من الدول العربية والمنسق العام للجامعة، كما أن هناك لجنة استشارية ولجنة للأبحاث، وهذا كبداية لتنفيذ مؤتمر دولي مطلع عام 2011. وأكد أن هناك مقترحات لتنفيذ الدول العربية مقررات قمة سرت والمبلغ المالي الذي تم تخصيصه في القمة. الى ذلك، بدأت أعمال الدورة ال 84 لمؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة أمس في مقر الجامعة العربية برئاسة مدير دائرة شؤون اللاجئين الفلسطينيين في منظمة التحرير الفسلطينية زكريا الأغا، وبمشاركة كبار مسؤولي اللاجئين في الدول العربية المضيفة لأبناء الشعب الفلسطيني وهي «سورية – الأردن – فلسطين – مصر – لبنان» و«وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين» (أونروا) ومنظمة المؤتمر الإسلامي. ويناقش المؤتمر على مدى خمسة أيام عدداً من الموضوعات منها قضية القدس، وجدار الفصل العنصري، والاستيطان والهجرة، وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين، ومتابعة تطورات الانتفاضة ودعمها، ونشاط وكالة «أونروا» وأوضاعها المالية، والتنمية في الأراضي الفلسطينية.