كانت المغربية صفية عز الدين (30 سنة) في التاسعة من عمرها عندما جاءت مع عائلتها من مدينة أغادير الى بلدة فرنيه فولتير الفرنسية الصغيرة قرب الحدود السويسرية. واستطاعت المهاجرة صفية أن تكمل دروسها وتحصل على شهادة جامعية في العلوم الاجتماعية. إلا أن حياتها المهنية بدأتها كمساعدة خبير معروف في المجوهرات في جنيف قبل أن تتجه إلى الشيء الذي تميل إليه حقاً وهو الكتابة. وهكذا صارت عز الدين صحافية وكاتبة سيناريوات ثم ألفت روايتها الأولى بعنوان «اعترافات إلى الله»، وهي تدور حول حكاية فتاة ريفية تحب العزلة والاتجاه إلى الله بتفكيرها وحكاياتها ومشاكلها وأمنياتها. عرفت الرواية المنشورة بالفرنسية النجاح وسرعان ما تحولت مسرحية أدت بطولتها الممثلة الشابة أليس بلعايدي وهي عرضت في مهرجان مدينة أفينيون (جنوبفرنسا) المسرحي المعروف حيث لاقت رواجاً سمح لها بالعثور لاحقاً على قاعة باريسية كبيرة هي «غيتيه مونبارناس» التي استقبلتها طوال الموسم المسرحي الماضي قبل أن تعود إلى مهرجان أفينيون مرة ثانية وتطوف من بعده العديد من المدن الفرنسية والبلجيكية والسويسرية غير ألمانيا ولوكسمبورغ وأن تحوز على جائزة النقاد لأفضل اكتشاف مسرحي، غير أن بطلتها بلعايدي حصلت على جائزة أفضل اكتشاف درامي في سهرة توزيع جوائز «موليير» المسرحية في باريس في أيار (مايو) الماضي. وأرادت عز الدين أن تخوض أيضاً تجربة التمثيل فنجحت في الحصول على دور كبير في فيلم «الإيطالي» من إخراج أوليفييه بارو حيث تؤدي شخصية أخت الجزائري قاد مراد. ويتضح لمن يراها في هذا الفيلم، أن صفية امرأة موهوبة في كل الميادين الفنية التي تقرر خوضها، فهي مشعة بجمالها فوق الشاشة وتتمتع بصوت مميز ذي بحة جذابة إضافة إلى أن أداءها رقيق وحساس ولكنه قابل للتعبير عن الغضب والإثارة عند الحاجة. وربما أن «الإيطالي» سيطلقها في سماء نجمات السينما العربيات في أوروبا ولمَ لا في العالم العربي أيضاً. وقد ألفت عز الدين رواية ثانية عنوانها «أبي يعمل خادمة»، حولتها على الفور إلى سيناريو سينمائي تنوي إخراجه بنفسها، وقررت إسناد بطولة فيلمها إلى النجم الفرنسي فرانسوا كلوزيه. هكذا صارت عز الدين مؤلفة وممثلة ومخرجة في آن، ويتبقى أن تسجل أغنية بصوتها الحلو كي تكتمل الصورة. ومن ناحية ثانية تعشق صفية كل ما يتعلق بالموضة والثياب وهي ورثت ذلك عن والديها بما أنهما يعملان في التطريز والخياطة. وإذا سئلت عز الدين عن ذوقها في ميدان الأزياء ترد بأنها تتأثر كثيراً بما تراه في الشارع وربما أكثر مما تتأثر بما هو معروض في واجهات البوتيكات أو في عروض الموضة الباريسية. وهي بالتالي تقتني أقمشة محددة وتفصلها بنفسها أو تطلب من والدتها أن تفصلها لها، علماً أنها حتى بلوغها سن الخامسة عشرة لم ترتدي سوى ما تفصله لها والدتها. أما إذا أرادت عز الدين ارتداء ما تصفه دور الأزياء الراقية فإنها تسافر إلى لوس أنجليس ببطاقة سعر رخيصة تشتريها بواسطة شبكة الأنترنت لتشتري هناك كل ما يعجبها، لسبب بسيط يكمن في كون قيمة بطاقة السفر وقيمة المشتريات معاً أرخص في هذه الحال من باريس. أما عن مثلها الأعلى في الأناقة فهو ليس ميتشيل زوجة الرئيس باراك أوباما ولا كارلا بروني ساركوزي... ولكن الملكة رانيا.