قال ضابط أميركي كبير أمس إن قتل «وزير الحرب» لدى «داعش» قد يعطل عمليات التنظيم، وأكد خبير أمني عراقي أنه قد يلحق الضرر بجهود التنظيم لجذب مجندين جدد من الجمهوريات السوفياتية السابقة. وكانت وكالة أنباء «أعماق» التي تدعم التنظيم أعلنت الأربعاء أن ابو عمر الشيشاني، وهو مستشار عسكري مقرب من أبو بكر البغدادي، قتل في اشتباكات في منطقة الشرقاط العراقية جنوب الموصل. وهذا هو أول تأكيد لمصرع الشيشاني الذي أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) في آذار (مارس) أنه قتل في هجوم جوي شرق سورية. وقال هشام الهاشمي، وهو مستشار الحكومة العراقية لشؤون الجماعات الإسلامية المسلحة إن الشيشاني «أصيب في الهجوم الذي وقع في آذار لكنه عولج في مستشفى الشرقاط التي تعد من معاقل «داعش» وتقع على مسافة 250 كيلومتراً شمال بغداد. وأضاف أن الشيشاني «قتل هذا الأسبوع في قرية مجاورة مع أحد مساعديه في ضربة جوية خلال اشتباك مع قوات عراقية مدعومة». وأعرب قائد قوات التحالف التي تحارب التنظيم الجنرال شون ماكفارلاند عن ثقته في معلومات الاستخبارات التي أفادت بأنه استهدف في الضربة الأخيرة في وادي نهر دجلة حيث تقع الشرقاط لكنه امتنع أمس عن إعلان وفاته. ومازح ماكفارلاند الصحافيين في بغداد قائلاً إن الشيشاني قد يصبح «راسبوتين هذا الصراع». وأضاف: «نحن نتحفظ قليلاً عن إعلان وفاته أو عدم وفاته. لكن من المؤكد أننا حاولنا قصارى جهدنا». ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين عسكريين عراقيين للتعليق. وتكهن بعض المحللين بأن الشيشاني ربما يكون قد توفي بالفعل في آذار لكن التنظيم أرجأ إعلان الوفاة لإتاحة مزيد من الوقت لاختيار من يخلفه. ومع ذلك لم يصدر على الفور ما يكشف عمن سيحل محل الشيشاني الذي شغل ما يصل إلى ثلاثة مناصب وكان قوة يعتد بها في تجنيد الشبان المسلمين من منطقة شمال القوقاز ووسط آسيا. وقال الهاشمي إن التنظيم فقد «شيئاً مهماً هو الكاريزما التي كان يلهم الآخرين بها ويستميل بها السلفيين». وسئل ماكفارلاند عن الأثر المحتمل لقتله فقال إنه «قد يعطل عمليات داعش إذا كان تأكد قتله بالفعل. وأضاف: «سيضطرون إلى التفكير في من يتولى حقيبته». ولد أبو عمر الشيشاني عام 1986 في جورجيا وكانت آنذاك جزءاً من الاتحاد السوفياتي وحارب في صفوف متمردي الشيشان في مواجهة الجيش الروسي في إقليم القوقاز. ثم انضم إلى جيش جورجيا المستقلة عام 2006 وشارك في حرب قصيرة مع روسيا بعد ذلك بعامين قبل أن يتم تسريحه لأسباب طبية وذلك وفقاً لما ذكره مسؤولون أميركيون. وكان الشيشاني واحداً من عدد محدود من القيادات الإسلامية ممن يمتلكون خلفية عسكرية وتحت إمرته مئات من المقاتلين أغلبهم من جمهوريات سوفياتية سابقة وذلك عندما ذاع صيته في معركة وقعت عام 2013 في مواجهة الجيش السوري. وكان دوره في السيطرة على قاعدة جوية تم تسليمها في ما بعد لقوات كردية إقليمية من أكبر الانتصارات التي حققها إرهابيون يتكلمون اللغة الروسية. وقال الهاشمي: «لم يتضح بعد من سيقع عليه الاختيار ليحل محله لكنه رجح أن يكون شخصاً ذا خلفية عرقية مماثلة». وفي إشارة إلى جماعة إرهابية في سورية انقسمت عندما بايع الشيشاني البغدادي أضاف الهاشمي «يجب أن يكون البديل شيشانياً لأنه كان هناك اتفاق بين (التنظيم) وجيش المهاجرين والأنصار أن يشغل هذا الموقع شيشاني». وتظهر صور تم تداولها على الإنترنت أن علامات الطرق التي أقيمت في مناطق خاضعة لسيطرة «داعش» تكتب أحياناً بثلاث لغات العربية والإنكليزية والروسية لتقف شاهداً على أهمية دور المتكلمين الروسية. وفي حزيران (يونيو) قال مسؤول روسي إن ما يصل إلى عشرة آلاف مسلح من جمهوريات سوفياتية سابقة يقاتلون في صفوف جماعات إرهابية في الشرق الأوسط. وازداد عدد أفراد جماعة الشيشاني إلى حوالي ألف مسلح في نهاية عام 2013 وذلك وفقاً لما ورد في مذكرة أصدرتها الحكومة الأميركية وعرضت فيها مكافأة تصل إلى خمسة ملايين دولار لمن يدلي بأي معلومات تساعد في تعقبه. وربما ساعد الشيشاني «داعش» أيضاً في السيطرة على الموصل عام 2014 عندما حقق التنظيم انتصاراً جعله أكبر خطر أمني في الشرق الأوسط. ويقول مسؤولون أتراك إن الذين نفذوا الهجوم على مطار إسطنبول الشهر الماضي كانت لهم صلات بالتنظيم وإنهم جاؤوا من روسيا وجمهوريتي أوزبكستان وقرغيزستان السوفياتيتين السابقتين.