لم يعد بمقدور المواطن اتقاء ما سيحل به من شركة الكهرباء، خصوصاً في هذه الأيام التي تبلغ فيها درجة الحرارة حداً لن يكون معه انقطاع الكهرباء مقبولاً، مع أن انقطاع الكهرباء المتكرر في مثل هذه الأيام أصبح وجبة ألفنا مضغها من دون شعور بمرارتها الزائدة. مؤلم أن نواجه هذا الوضع كل عام من دون أن نجد أي طرح يمكن من خلاله أن نطمئن أن تلك المعاناة في طريقها إلى الزوال، ومع أن الحلول لا تزال غير منظورة، والمواطن ليس لصوته أي صدى، وكل طاقته في هذا المجال هو التذرع إلى الله أن يلهم المسؤولين عن هذا القطاع الحيوي القدرة على وضع خطط يؤكدون لنا من خلالها أنهم في طريق المعالجة، قبل أن يفقدوا ثقتنا في قدراتهم، ونقولها بصراحة إنهم أقل قدرة ولا نعول عليهم لمعالجة هذه المعاناة التي أصبحت قدرنا أعواماً متعاقبة. المعاناة مع الكهرباء لا شك في أنها مؤثرة، خصوصاً في مثل هذه الأجواء، وبلوغ درجة الحرارة مستوى لا يمكن القبول بانقطاعها المتكرر، إلا أن هناك معاناة أكثر ألماً وغير مبررة، ومصدرها الآتي: - الفواتير: المفروض أن تصل الفواتير إلى المواطن المستهلك في الوقت المحدد، وهذا هو المنفذ في مختلف المناطق، إلا أن الوضع مغاير تماماً في منطقة جازان، فما يحدث أن توزيع الفواتير يتأخر كثيراً، وقد يصل التأخير إلى خمسة أشهر أو سبعة أشهر وأكثر، وهذا مؤشر يؤكد أن هناك خللاً، وبالسؤال عن مصدره جاءت الإجابة أنه تم التعاقد مع مقاول على توزيع الفواتير وإيصالها إلى المنازل «مقر المستهلك»، بصرف النظر عن الوسائل المطروحة حالياً لمساعدة المستهلك على سداد فاتورته المستحقة، فهناك فئة لا تمكنهم قدراتهم على استغلال تلك الوسائل لتسديد المبالغ المستحقة عليهم. - عدم التزام المقاول بالعقد الذي يلزمه بإيصال الفواتير في الوقت المحدد، وكأنه غير خاضع لأي رقابة إدارية من المسؤولين في الشركة المنتجة المؤكدة لتأخر إيصال الفواتير شهوراً عدة بعد صدورها محملة بمبالغ تفوق قدرة المواطن العادي وتعرضه للحرج وقطع التيار عن منزله، ولهذا أصبح قطع التيار ظاهره تعاني منها فئة كبيرة من الناس في جازان، خصوصاً في القرى التي لا ترى عداد الكهرباء إلا عندما تشن الحملة لقطع التيار الكهربائي عن المنازل، ولن أبالغ إذا قلت إن بعض القرى يطول قطع التيار أكثر من 40 في المئة من منازلها. وبالعودة إلى المقاول لا يمكن القبول أن يكون هناك مقاول مرتبط بعقد لتوزيع الفواتير من دون إيفائه بما التزم به، فهل يعني هذا عدم خضوعه للرقابة والمساءلة؟ والسؤال الكبير ألم يغادرنا هذا المقاول مع أمثاله الذين لا نعرفهم إلا من خلال عقود ملزمة لنا بالدفع وغير ملزمة لهم بالتنفيذ أو الرقابة، وكل ما يلزمهم تجاهنا ضمائرهم التي نعرفها قد ماتت وترحمنا عليها، كما ترحمنا على من قضوا نحبهم في صالات الأسهم، المهم المعاناة من انقطاع التيار والنتائج المترتبة على تأخير الفواتير مؤثرة، والأكثر أهمية أن تصل هذه المعاناة إلى مدير إدارة كهرباء منطقة جازان الذي عرف عنه حرصه ومتابعته لإيصال هذه الخدمة الضرورية إلى كل مواطن من دون معاناة، والوصول بهذا القطاع الحيوي إلى مستوى مميز. [email protected]