مقديشو - أ ف ب - تستعد القوات النظامية الصومالية المدعومة من القوة الأفريقية ل «معركة حاسمة» ضد المتمردين الإسلاميين في مقديشو بعدما حض زعيم إسلامي بارز أمس رئيس الدولة شيخ شريف شيخ أحمد إلى الاستقالة للحؤول دون حصول حمام دم. وقُتل عشرات الأشخاص في العاصمة منذ السابع من أيار (مايو) عندما شن متمردون إسلاميون على رأسهم مقاتلو الشيخ حسن طاهر عويس وحركة «الشباب» هجوماً على مواقع القوات الموالية للرئيس شريف أحمد. ووقعت (أسوشيتد برس) مواجهات جديدة بين الطرفين أمس أوقعت ما لا يقل عن 11 قتيلاً. وأعلن عويس في اتصال هاتفي مع «فرانس برس» من مقديشو: «أدعو شيخ شريف شيخ أحمد إلى التنحي عن منصبه المعلن في شكل آحادي الجانب تفادياً لزهق أرواح الصوماليين». وأضاف: «في الحقيقة ليس لدينا حكومة صومالية حقيقية بل دمى أجنبية تُعلن أنها مسؤولة في الصومال». وتابع: «لا يقبل أي بلد في العالم حكومة تُفرض عليه من الخارج. إن الصوماليين أحرار ويرفضونها». وجاء موقف عويس بعدما اتهمه الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى الصومال أحمد ولد عبدالله بأنه قام «بمحاولة انقلاب» خلال الأيام الماضية. ولا تبسط الحكومة الفيديرالية الانتقالية التي يرأسها شريف أحمد ويدعمها المجتمع الدولي، نفوذها سوى على بعض الشوارع والمباني في مقديشو وبعض النقاط الاستراتيجية مثل الميناء والمطار. وانتشر المتمردون الخميس قرب القصر الرئاسي والمؤسسات الحكومية في مواجهة مع القوات الحكومية وقوة السلام الافريقية في الصومال. وقال الكولونيل أحمد طاهر من القوات النظامية لوكالة «فرانس برس»: «نعلم أنهم (أي المتمردين) نشروا عدداً كبيراً من المقاتلين وأنهم يستعدون لشن هجومهم النهائي ولكنهم لن يحققوا نصراً أبداً». كذلك تعرب قوة السلام الافريقية المؤلفة من أربعة آلاف جندي أوغندي وبوروندي وتمتلك أسلحة ثقيلة، دبابات ومدفعية، عن ثقتها بالنصر. وقال الناطق باسم القوة باهوكو باريدجي لوكالة «فرانس برس» إن «نياتهم واضحة، لا يريدون السلام، والعنف هو طريقة حياتهم. لكنهم لن ينجحوا». وعززت قوة السلام الافريقية خلال الأيام الماضية مواقعها المدفعية في المدينة، بحسب ما قال مواطنون أرعبتهم فكرة حصول معركة جديدة بالمدفعية وقد واصلوا الفرار من المدينة المدمرة بفعل 18 عاماً من الحرب. وقال فرح شهال وهو والد لطفلين قبل أن يغادر المدينة مع بعض الحاجيات الشخصية: «ليس هناك أمل بالسلام في مقديشو. نرى أن الإسلاميين يستعدون لشن هجوم على القصر ورأيت جنوداً من قوة السلام الافريقية ينشرون تعزيزات وقطع مدفعية». وأعربت اللجنة الدولية للصليب الاحمر عن «قلقها العميق» حيال مصير المدنيين. وقال رئيس بعثة الصليب الأحمر الدولي في الصومال باسكال موشل إن «الصوماليين عانوا مجدداً من آلام لا تحتمل». وعاد الشيخ عويس في 23 نيسان (ابريل) إلى الصومال بعد سنتين قضاهما في منفاه في اريتريا. وكان قائد «المحاكم الإسلامية» التي سيطرت خلال النصف الثاني من 2006 على معظم انحاء جنوب الصومال ووسطه بما فيها مقديشو قبل أن يهزمها الجيش الإثيوبي مطلع 2007. وكان حينها حليف الرئيس الصومالي الحالي. وانضم أحمد بعد ذلك الى عملية المصالحة التي تشرف عليها الأممالمتحدة من جيبوتي وانتخب رئيساً للصومال في كانون الثاني (يناير). وكان عويس يرفض دائماً عملية جيبوتي ووعد بمحاربة الحكومة حتى رحيل قوة السلام الافريقية.