أكد الرئيس بشار الاسد خلال استقباله الرئيس محمود عباس (ابو مازن) في دمشق امس ان «نبذ الخلاف وتحقيق المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية يشكلان أساساً لا غنى عنه للدفاع عن الحقوق الفلسطينية المشروعة». وافاد ناطق رئاسي ان المحادثات تناولت «الحوار الفلسطيني الجاري لتعزيز وحدة الصف وتشكيل حكومة وفاق وطني»، اضافة الى ضرورة «تنسيق المواقف» ازاء الجهود المبذولة لتحريك عملية السلام. كما تلقى الاسد امس رسالة شفوية من امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني نقلها رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جبر آل ثاني «تتعلق بالعلاقات الثنائية المميزة بين البلدين الشقيقين وتطورات الأوضاع في المنطقة». واوضح الناطق ان اللقاء تناول «المستجدات على الساحتين العربية والدولية، خصوصا على الساحة الفلسطينية حيث تم التأكيد على أهمية استمرار التشاور والتنسيق بين البلدين الشقيقين في شأن القضايا المطروحة». وكان عباس بدأ زيارته التي تستمر يومين الى دمشق، بإجراء محادثات مع الاسد بحضور نائب الرئيس فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان. وافاد الناطق الرئاسي ان اللقاء تناول «الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني بسبب إجراءات الاحتلال الإسرائيلي، والحوار الذي يتم بين الفصائل الفلسطينية من أجل تعزيز وحدة الصف الفلسطيني وتشكيل حكومة وفاق وطني»، مشيرة الى تأكيد الاسد على ضرورة العمل على رفع الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر. وعن الجهود الجارية لتحريك عملية السلام، اوضح الناطق ان اللقاء تضمن «التأكيد على ضرورة التشاور وتنسيق المواقف العربية في شأن عملية السلام، وأن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته من خلال تبني مواقف أكثر وضوحاً تحدد مسؤولية كل طرف تجاه متطلبات السلام العادل والشامل الذي يعيد الحقوق كاملة إلى أصحابها الشرعيين وفق القرارات الدولية ذات الصلة ومرجعية مدريد ومبدأ الأرض في مقابل السلام». وكما كان متوقعا، فإن اي لقاء لم يعقد بين عباس ورئيس المكتب السياسي ل «حماس» خالد مشعل الذي كان مقررا ان يعود الى دمشق مساء امس من سلطنة عمان لإلقاء محاضرة في مناسبة ذكرى النكبة. لكن اللافت هو حصول تحركات شعبية مناهضة للرئيس عباس واعتصامات واصدار بيان تمسكاً بحق العودة بالتزامن مع «ذكرى النكبة»، واعلان تجمع حق العودة «رفض تمثيل الرئيس عباس لنا، ورفض ان تكون منظمة التحرير الفلسطينية بوضعها الحالي ممثلة لنا». كما اصدر «تحالف القوى الفلسطينية» الذي يضم ثمانية فصائل في دمشق بيانا تضمن اعلان «مقاطعة» زيارة عباس لأنها تعتبر «خطواته السياسية والتنظيمية والسياسية غير شرعية وغير دستورية وغير قانونية». وزاد البيان الذي تسلم مكتب «الحياة» نسخة منه: «لا تريد الفصائل تأمين تغطية سياسية لمواقفه وتصريحاته في تشكيل حكومة بعيداً من المصالحة الوطنية، وعدم توفير تغطية لزيارته الى واشنطن». ولا يضم «تحالف القوى» كلا من «الجبهة الشعبية» بزعامة احمد سعدات، و «الجبهة الديموقراطية» بزعامة نايف حواتمة. واوضح مصدر فلسطيني ل «الحياة» امس ان زعيم «الجهاد الاسلامي» رمضان عبدالله شلح سيوافق على اللقاء في حال طلب عباس ذلك، مشيرا الى ان موقف «الجهاد» من عباس و «فتح» لم يتغير، وهي تعتبر ان اتفاق اوسلو «غير شرعي»، لكنها تلتقي مع قادة «فتح» في اطار الحوارات الفلسطينية. واكدت مصادر «حماس» ل «الحياة» في دمشق ان الحوار مع «فتح» سيستأنف غدا، وان وفد الحركة سيكون برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي موسى ابو مرزوق وعضوية محمد نصر وعزت الرشق ومحمود الزهار وخليل الحية ونزار عوض، مشيرة الى ان الجانب المصري ابلغ المتحاوين ان جدول الاعمال يضم العودة الى بحث موضوع تشكيل لجنة مشتركة تحت مظلة الحكومة التي يشكلها عباس، اضافة الى بحث مواضيع الانتخابات واصلاح اجهزة الامن واحياء منظمة التحرير الفلسطينية. وزادت المصادر ان القاهرة تعطي اولوية لموضوع الانتخابات عبر اقتراح قانون جديد بدلا من القائم حاليا.