اعتادت الأندية السعودية خلال الآونة الأخيرة مواجهة أندية دولية بارزة في مرحلة الإعداد للموسم الرياضي، مستغلةً إقامة معسكراتها في أوروبا لتنظيم مثل هذه المباريات، إذ شهد الموسم الحالي والماضي مواجهات مع إنترميلان وريال مدريد ويوفنتوس وغيرها من الأندية.وفي الوقت الذي يرى فيه البعض ان الهدف من هذه المباريات هو تحقيق الحضور الإعلامي، فإن آخرين يرون أنها ذات فائدة فنية رفيعة. ويشدد لاعب الوسط السابق بنادي الاتفاق المحلل والناقد الرياضي حمد الدبيخي على ضرورة اشتمال المعسكرات التي تقيمها الفرق السعودية في الخارج على لقاءات قوية، مشترطاً في الوقت ذاته أن تكون اللقاءات تصاعدية من حيث القوة. ووصف الدبيخي وجود مواجهات من العيار الثقيل للفرق السعودية في بداية استعداداها بالمرفوضة وقال: «أؤيد إقامة المعسكرات في الخارج من اجل الحصول على الفائدة القصوى، وهذا الأمر لن يتحقق إلا بوجود لقاءات قوية، فمرحلة الإعداد في الغالب تمر بمراحل عدة بدء من التدريبات اللياقية والتقوية مروراً بالتطبيقات الفنية، بعدها يبدأ في خوض اللقاءات التجريبية المتدرجة». واستطرد: «هناك أمر ربما يخفى على البعض، وهو أن فرقنا عندما تلعب مباريات قوية مع أندية كبيرة تكون تحت بند الإجبار، فعندما يلعب فريق أمام يوفنتس أو ليفربول أو ريال مدريد وغيرها من أندية الصف الأول، فهي تأتي ضمن جدولة مباريات تلك الأندية المتدرجة والتصاعدية، وهذا الأمر يجب ألا يغضب منه أحد، وبالتالي لا يمكن لنا اللعب مع تلك الأندية في فترة أخرى، وبصريح العبارة لقاءات الأندية الأوربية مع فرقنا دائما ما تكون في مستهل مرحلة الإعداد، وهذا ما يفسر لنا وجود مباريات قوية للفرق السعودية في وقت مبكر من بداية الإعداد، يجب أن لا نقلق، فالأهم من هذه اللقاءات الفائدة، وكل مدرب يضع برنامج يهدف من خلاله إلى الوصول إلى القائمة المثالية، وكذلك معرفة البدلاء إضافة إلى التعرف على مكامن النقص والخلل لإيجاد حلولها قبل انطلاقة المنافسات المحلية». فيما ذهب المدرب الوطني والمحلل الرياضي يوسف خميس إلى أن طموحات الأندية هي من تحدد المباريات الودية وقوتها خلال المعسكرات الخارجية، وقال: «لكل ناد طريقته وأهدافه التي رسمها قبل بداية موسمه، لا يمكن لي أن أقارن فريق سينافس على تحقيق البطولات بآخر يرغب في البقاء، فمسألة الإعداد ما بين الفريقين ستكون بالتأكيد مختلفة، ما أتمناه ألا تلعب أنديتنا مع الفرق الكبيرة من أجل التباهي أمام الجماهير والإعلام، بل يجب أن تسعى الأندية إلى الوصول إلى الفائدة الفنية من خوض المباريات في المقام الأول، وأن يكون كل مدرب على إطلاع بالسلبيات التي وقع فيها اللاعبون من أجل معالجتها قبل بداية الموسم». وأضاف: «من المهم ألا تكون المباريات القوية في بداية المعسكر، وبل في ختامه لتكون خير إعداد لانطلاقة المنافسات المحلية، وشخصياً أنا مع أي برنامج يتم إعداده من مدربي الفرق وإدارات الأندية، بشرط أن يتم تطبيق البرنامج بشكل احترافي ودقيق وفق ما تقوم به في الأندية العالمية الكبيرة». وعن توقعاته لمستويات الفرق الموسم المقبل، قال: «سيكون صعباً ولا سيما أن الفرق أبدت استعداداتها منذ وقت باكر، كل الأندية بدأت إعدادها بشكل مميز، فكل فريق وضع خططه من أجل أن يظهر بالمستوى الذي يليق بسمعته لتحقيق تطلعات جمهوره، كما أتمنى أن يكون التنافس قوياً على المراكز الأولى بين أكثر من 5 أندية كما كان عليه الأمر في وقت سابق، وألا تنحصر المنافسة على ناديين، لأن هذا الأمر سيصيب الجمهور والمتابعين بالملل لمعرفتهم بالفرق المتنافسة» من جانبه، امتدح المدرب الوطني والمحلل الفني حاتم خيمي إقامة اللقاءات الودية الكبيرة التي تخوضها الأندية في المعسكرات الخارجية، مقللاً في الوقت ذاته من نتائجها، وقال «أذهب مع صف من يرون إقامة مثل هذه المباريات القوية في المعسكرات الخارجية، لأن الفائدة والغرض منها سيظهر في المستقبل للفريق سواء على المستوى المحلي أم حتى في البطولات الخارجية التي تشارك فيها بعض الفرق ولا سيما ناديي الهلال والشباب اللذين يخوضان معترك الأدوار النهائية من دوري أبطال آسيا». وأضاف: «خسارة الأندية في مثل هذه المباريات يتأثر منها الكثير وربما يصل تأثيرها إلى إدارات الأندية والجماهير، وهذا خطأ، فالنصر عندما خسر لقاءه الودي أمام يوفنتوس الإيطالي فُتح باب النقاش على مصراعيه في الشارع الرياضي السعودي، أعتقد بأن اللعب ودياً مع الفرق الكبيرة في مرحلة الإعداد ستكون توابعه الإيجابية مميزة في الدوري، لأنها ستكشف الكثير من العيوب والأخطاء الفنية قبل المباريات الرسمية والتي لا يمكن أن تنكشف حتى لو لعب الفريق مباريات ودية أقل في المستوى، كما أنها حافز لأن يظهر الفريق بعد هذه المباريات الودية الكبيرة بمستوى أفضل، وتستحث اللاعب لتقوّم عطاءات مغايرة عما قدمه في المباراة التي خسرها، وسيكون تأثيراتها في عقلية اللاعب وتعامله داخل الملعب، وأنا شخصياً ممن يتفاءلون كثيراً في حال خسارة أي منتخب أو فريق في اللقاءات الودية، لأن الفوز في مثل المباريات الودية تخفي العيوب الفنية، ولا سيما على المديرين الفنيين الجدد الذين تم التعاقد معهم قبل فترة بسيطة من بدء الموسم، أمر آخر يستحق الإشارة إليه إن من المستحيل ملاقاة فريق أقوى من يوفنتوس أو ليفربول أو غيرها من الفرق الكبيرة على المستوى العالمي».