قتل خمسة جنود يمنيين وجرح سادس في كمين نصبه مسلحون في إحدى مدن جنوب البلاد، وحملت السلطات المسؤولية عنه الى تنظيم «القاعدة» ودعاة الانفصال في «الحراك الجنوبي»، في حين أسفرت مواجهات جديدة في منطقة صعدة ليل الأربعاء - الخميس بين المتمردين «الحوثيين» وبين القبائل الموالية للحكومة والجيش عن مقتل عشرين شخصاً. وذكرت مصادر أمنية ل «الحياة» أن مسلحين مجهولين نصبوا كميناً فجر أمس في وسط مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة، وأطلقوا نيرانهم على دورية للجيش، ما أدى الى مقتل خمسة من عناصرها وجرح سادس. وقال مدير أمن شبوة العميد أحمد المقدشي إن «إرهابيي القاعدة شنوا هجوماً مباغتاً على دورية للجيش بالتنسيق مع عناصر تخريبية من الحراك الانفصالي، مستخدمين أسلحة رشاشة خفيفة ومتوسطة، ما أسفر عن استشهاد خمسة وإصابة سادس كانوا يؤدون مهامهم الوطنية في الحفاظ على الأمن والاستقرار». وأكد موقع وزارة الدفاع اليمنية الحصيلة نفسها، وقال إن «العملية تحمل بصمات تنظيم القاعدة الذي تتعاون معه عناصر خارجة على القانون». وهذا ثالث هجوم يستهدف الجيش أو مواقع أمنية خلال أسابيع قليلة وتنسب المسؤولية عنه الى «القاعدة». واقتحم مسلحون الشهر الماضي المقر الإقليمي لمكتب الأمن السياسي في عدن وقتلوا 11 شخصاً في هجوم قالت «القاعدة» انه انتقام لهجوم قوات حكومية على معقل للمتشددين. وهاجم مسلحون يشتبه بأنهم من التنظيم الإرهابي الأسبوع الماضي مبنيين أمنيين ما أثار اشتباكات أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص. وفي الشمال، أفادت مصادر قبلية أن عشرين شخصاً قتلوا في مواجهات الليلة قبل الماضية في منطقة حرف سفيان بين عناصر التمرد «الحوثي» وبين قبائل بن عزيز الموالية للحكومة تدخل فيها الجيش، واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة. وذكر أحد المصادر أن الحوثيين كانوا «يحاولون السيطرة على مواقع وتضييق الحصار على قرى (قبائل) بن عزيز». وقال إن القوات اليمنية المرابطة في مواقع قريبة تدخلت في القتال. وتشهد منطقة العمشية منذ خمسة أيام اشتباكات كثيفة كانت أسفرت حتى الأربعاء عن سقوط نحو أربعين قتيلاً. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن الناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام قوله إن «الوضع الميداني أهدأ مما يتم تصويره»، متهماً السلطات والقبائل الموالية لها «بالتضخيم الإعلامي» للاشتباكات. وجدد عبدالسلام التأكيد أن «المواجهات هي مع الجيش وليس مع القبائل» وتتم «مع مواقع عسكرية معروفة». وتعكس المواجهات التي فشلت الوساطات القبلية حتى الآن في وقفها، ارتفاعاً كبيراً للتوتر في شمال اليمن وتهديداً لجهود إرساء الاستقرار بعد أكثر من خمسة أشهر على دخول اتفاق وقف إطلاق النار الهش حيز التنفيذ بين الجيش و«الحوثيين». وازدادت خلال الأسابيع الماضية المخاوف من «حرب سابعة» في شمال اليمن مع استمرار المواجهات المتنقلة والدامية بين المتمردين الحوثيين والقبائل الموالية للحكومة.