اتهم قائد القوات الأميركية في العراق راي أوديرنو إيران بدعم ثلاث جماعات «شيعية متطرفة» شنت هجمات على قواته، فيما أعلن السفير الجديد في بغداد جيم جيفري أن واشنطن ستقلص بعثتها الديبلوماسية، بعد 3 أو 4 سنوات من سحب قواتها المقرر عام 2011. في غضون ذلك، قتل ثلاثة حراس وأصيب 15 يعملون لدى شركة أمنية، بقصف صاروخي طاول المنطقة الخضراء المحصنة، حيث السفارة الأميركية والمكاتب الحكومية العراقية. وقال الجنرال أوديرنو إن «إيران تدعم ثلاث مجموعات شيعية متطرفة في العراق تخطط لمهاجمة قواعد أميركية». وأوضح أن «الإيرانيين انتقلوا الى خطة أكثر تطوراً عبر الاستعانة بمجموعات صغيرة من المتطرفين هي «كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق ولواء اليوم الموعود». وأضاف: «يصعب القول إن كانت المجموعات المتطرفة على صلة مباشرة مع الحكومة الإيرانية (...) لكننا نعرف أن عدداً من عناصرها يعيشون في إيران ويتدربون في إيران، ويحصلون على أسلحة من إيران ويتلقون التدريب على يد فيلق القدس». وكانت مجموعة «عصائب أهل الحق» خاضت في وقت سابق مفاوضات مع الحكومة العراقية والجيش الأميركي أسفرت عن الإفراج عن قادتها المعتقلين مقابل تسليم رهائن خطفتهم عام 2007، وسرت أنباء حينها أن المجموعة ستخوض الانتخابات متحالفة مع قائمة «دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، ما تم نفيه لاحقاً. أما «لواء اليوم الموعود» فهو تشكيل مسلح يشرف عليه مقتدى الصدر بنفسه وكان أسسه عام 2008 بعد تجميد «جيش المهدي». وتكرار اتهام طهران بدعم مجموعات مقربة من الصدر أو يقودها الأخير في شكل مباشر يلقي المزيد من الشك على الموقف الأميركي من مشاركته في الحكومة العراقية المختلف على تشكيلها منذ شهور، بعد التحرك السياسي الذي قاده الصدر شخصياً في سورية، وحواراته المزمعة في اربيل مع قادة الكتل السياسية خلال أيام. وعلى رغم أن الصدر مقيم في قم منذ ثلاث سنوات إلا أن أنصاره يقولون انهم يمثلون خط التشيع العروبي ولا يتبعون إيران، فيما يعد «المجلس الإسلامي الأعلى» الذي تجمعه علاقات وطيدة مع الجانب الأميركي الحليف الاستراتيجي الأول لطهران في العراق. وكان اوديرنو أكد أيضاً أن الانسحاب الأميركي سيتم في مواعيده على رغم تحذيره من استمرار خطر تفجر صراع عربي - كردي في المناطق المتنازع عليها التي أكد انها آخر مناطق عراقية سيتم الانسحاب منها قبل 2011. ويرى مراقبون أن الولاياتالمتحدة تحاول تحييد العراق في حال نشوب نزاع مباشر مع إيران على خلفية الملف النووي أو في نطاق العقوبات التي يتوقع أن يتم تشديدها تباعاً على النظام الإيراني ويخشى أن يكون العراق مدخلاً لكسر نظام هذه العقوبات الدولية.