القاهرة – «الحياة» - صرح الرئيس حسني مبارك بأن بلاده تعمل من أجل «سلام الشرق الأوسط واستقراره من دون أجندات خفية وبعيداً من المهاترات والمزايدة»، مشيراً الى «مواصلة الجهود من دون صخب أو ضجيج من أجل سلام عادل ينهي الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وغزة ويقيم عليها الدولة الفلسطينية المستقلة». وقال مبارك في خطاب وجهه إلى المصريين لمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين لثورة يوليو: «لم يقدم أحد ما قدمناه للقضية الفلسطينية، ولا يخلو بيت في مصر من شهيد ضحى بحياته من أجلها»، لافتاً الى ان «تحركنا الخارجي تحكمه المصلحة المصرية وقضايا منطقتنا العربية»، ومشيراً الى ان مصر «تحتضن قضايا أمتنا في العراق والخليج ولبنان واليمن والسودان والصومال». وأكد أنه يتابع من كثب «الحوار الهادئ مع أشقائنا في دول حوض النيل بما يحفظ مصالح مصر ويحقق التنمية لكل دول الحوض، ونقيم شراكات دولية مترامية مع دول العالم تخدم أهداف التنمية وقضايا الداخل». ولم يتطرق مبارك، عكس أحاديثه الاخيرة، إلى الحراك المتفجر في البلاد والمطالب المتصاعدة ب «الإصلاح والتغيير»، لكنه أعرب عن تطلعه إلى أن تدفع انتخابات مجلس الشعب (البرلمان) المقررة نهاية تشرين الأول (أكتوبر) المقبل ب «التجربة الديموقراطية إلى أمام». وأشار الرئيس المصري إلى تخطي بلاده تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، مشيداً بما حققته حكومته من «خطوات الإصلاح الاقتصادي قبل الأزمة، وما اتخذته من سياسات الإنعاش الاقتصادي بعد وقوعها». وأضاف: «سنواصل خلال المرحلة المقبلة توسيع قاعدة العدل الاجتماعي ركيزة أساسية من ركائز سياساتنا، وسنواصل الوقوف بجانب الأسر الفقيرة ليس لحمايتها وتمكينها من مواجهة أعباء الحياة فحسب، وإنما للأخذ بيدها للخروج من دائرة الفقر». وتابع مبارك: «سنواصل، بأطر تشريعية متجددة ومتطورة، العمل على توسيع قاعدة الضمان الاجتماعي وتطوير نظام التأمين والمعاشات»، وتعهد المضي «بتطوير تشريعاتنا تحقيقاً لهاتين الأولويتين الرئيسيتين خلال الفصل التشريعي المقبل». وأعرب عن أمله في أن «تدفع الانتخابات المقبلة بتجربتنا الديموقراطية إلى أمام» داعياً «كل الأحزاب إلى طرح الأفكار والرؤى للتعامل مع هاتين الأولويتين باعتبارهما أولويات لا خلاف عليهما (...) على ان يبقى باب الاجتهاد مفتوحاً أمام الجميع حول أفضل السبل المؤدية إليها».