قضى الجنود المرابطون في حدود المملكة الجنوبية أيام عيد الفطر بين تبادل التهاني ومتابعة حراستهم لثغورهم، حيث يواصلون عملياتهم العسكرية منذ فجر العيد بشكل متقطع. استمرت المجموعات في انتظام مواعيد جداول التسلم بين قضاء العيد على الحدود أو عيش أجواء العيد بين أهاليهم أثناء فترات استراحتهم النظامية، وهم في كل الأحوال على أهبة الاستعداد والتهيؤ لواجبهم الوطني والدفاع عن حدود البلاد. في قطاع جازان، صلت فرق المشاة والمدفعية صلاة العيد وحضر جموع الأفراد خطبتي العيد خلف أحد منتسبي الشؤون الدينية، الذي امتزجت كلماته بين حمد الله على تمام صيام شهر رمضان وقيامه والابتهاج بحلول عيد الفطر وبين ما يخوضه الجنود من واجب وطني تشجع عليه القيم الوطنية والدينية لحماية الأرض وساكنيها من اعتداءات الميليشيات العمياء. بانتهاء الصلاة تبادل الأفراد التهاني وتناولوا برفقة ضباط المجموعات الإفطار الجماعي في صبيحة أول أيام العيد، وقضوا فترات المساء في لعب الدمة والخطوة العسيرية من دون أن يقطعهم ذلك عن تبادل أدوارهم في خنادق اليقظة وسد ثغور الحراسة. إلى جانبهم، وفي معسكرات الحرس الوطني قام الأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني بزيارة تفقدية لقوات الحرس الوطني بنجران ظهر يوم العيد، نقل خلالها تحيات وتهنئة الملك سلمان بن عبدالعزيز بعيد الفطر. فيما زار أمير منطقة جازان محمد بن ناصر بشت الخطوط الأمامية لمعايدة المرابطين على الحد الجنوبي وتفقد أحوالهم ومشاركتهم وجبة إفطار عيدهم في عدد من الوحدات العسكرية المرابطة، ناقلاً لهم تهنئة ومباركة القيادة السعودية بمناسبة العيد وتقديرهم للتضحيات التي يبذلونها في سبيل الوطن وشعبه. وفي الوقت الذي كان فيه الجنود مرابطين في الثغور الجنوبية كان المجتمع كله يتعاطف وينادي باسمهم في الدعاء ويتذكرهم في خطب العيد، إذ أصبح التذكير بدورهم وأثرهم في حفظ أمن البلاد واستقرارها لازمة في منابر العيد على امتداد المملكة، فيما يرتدي الأطفال بزات عسكرية لحضور صلاة العيد في سعي لاستحضار وتقدير الجهود التي يتفانى في تقديمها الجنود على الحدود. ودشن المغردون في أول أيام عيد الفطر وسوماً مختلفة في شبكات وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة، لتهنئة الجنود المرابطين في الداخل والخارج وعلى الحدود الجنوبية، ولكل القطاعات الأمنية، ولقيت الوسوم إقبالاً واسعاً وتفاعلاً كبيراً في ظل ما أنتجته بعض المؤسسات الإعلامية والرسمية وأخرى اجتماعية من أفلام قصيرة تذكر بالجنود المرابطين وتنقل جانباً من جهودهم وترسم لوحة من التلاحم والتقدير بين أطراف المجتمع. ولا تبدو الحدود هادئة خلال أيام عيد الفطر، إذ يواصل الجنود المرابطون دأبهم لحمايتها والدفاع عنها، وتصدت القوات السعودية لمحاولة هجوم ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح على الشريط الحدودي الفاصل بين السعودية واليمن. وحاول فصيل من ميليشيا الحوثي، يصل عددهم إلى نحو 15، التسلل إلى الشريط الحدودي، لإطلاق قذائف نحو مواقع عسكرية وإلى داخل المحافظات الحدودية المأهولة بالسكان، فرصدت الكاميرات الحرارية السعودية تحركاتهم، حيث قتلت القوات المشتركة ستة عناصر من المهاجمين.