باريس - أ ف ب - عثر في المانيا على تمثال صغير يعود الى 35 الف عام تقريباً، هو المنحوتة الأقدم التي تصور الجسد الأنثوي وتعيد تحديد أصول الفن التصويري مجدداً في المانيا، على ما أفاد عالم آثار في المجلة البريطانية المتخصصة «نيتشر». ونبشت ستة أجزاء من هذا التمثال المصنوع من عاج فيلة الماموث بين 8 و15 ايلول (سبتمبر) 2008، في منطقة هولي فيلس الواقعة في سلسلة جبال جورا الالمانية. وتشكل هذه الاجزاء مجموعة، جسد امرأة تتمتع بصدر مكتنز وأرداف عريضة فضلاً عن مؤخرة وأعضاء تناسلية كبيرة مفصلة بوضوح. وقال نيكولاس كونار من «معهد عصور ما قبل التاريخ والعصور القديمة وعلم الآثار في القرون الوسطى» في جامعة توبنغن ان «تجسيد الاعضاء الجنسية بهذا الوضوح تعبير مباشر او غير مباشر عن الخصوبة». وأوضح أن «منحوتة هولي فيلس الجديدة تغير بشكل جذري رؤيتنا لأصول فن العصر الحجري القديم». وأضاف ان النسبة الاكبر من الاكتشافات التي كانت تتم في هذه المنطقة قبل هذا الاكتشاف الأخير، «كانت لحيوانات او نصف حيوان ونصف انسان كما في مصر القديمة». وهذه المنحوتة المحفوظة في طمي عائد للعصر الاورينياسي، أي قبل 37 الف الى 29 الف عام، في سلسلة جبال جورا عثر عليها على بعد عشرين متراً من مدخل كهف. وتزن المنحوتة 33 غراماً وطولها حوالى 6 سنتيمترات وعرضها 5.3 سنتيمتر وسماكتها 3 سنتيمترات. ووفق التأريخ بواسطة الكربون 14 يراوح عمر المنحوتة بين 31 الف و40 الف عام. وهذه التحفة الفنية أقدم بخمسة آلاف سنة على الاقل من تماثيل فينوس معروفة تعود الى مرحلة من العصر الحجري الاعلى قبل 29 الف الى 22 الف عام، منها منحوتة فينوس ليسبوغ المكتشفة في العام 1922 في مقاطعة هوت-غارون جنوبفرنسا وعمرها حوالى 25 الف عام.