قالت مصادر سورية رفيعة المستوى امس ان الرئيس بشار الاسد سيزور بيروت «في وقت ليس بالبعيد»، مشيرة الى ان الفترة المقبلة ستشهد تفعيل خطوات تشكيل مجلس استراتيجي سوري - اردني - لبناني - تركي بين الحكومات وبمشاركة القطاع الخاص، ضمن منظور أوسع يقوم على قيام دول المنطقة ب «صنع مستقبلها». وعلمت «الحياة» ان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو عقد لقاء ثنائياً مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري اول امس، اضافة الى غداء العمل الذي اقامه الرئيس بشار الاسد على شرفهما. كما زار وزير الخارجية التركي زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر في مقر اقامته قرب دمشق، بعد لقائه رئيس «القائمة العراقية» اياد علاوي في مقر السفارة التركية. وعلم انه وجه اليهما دعوة لزيارة انقرة لاستكمال المحادثات. كما عقد لقاء بين داود اوغلو ورئيس المكتب السياسي ل «حماس» خالد مشعل. وكانت المصادر السورية تتحدث امس في لقاء مع عدد من الصحافيين حضرته «الحياة» عن خلاصة الاتصالات في الايام الاخيرة، حيث «بدا واضحاً من خلال هذه الاجتماعات تقدم الرهان على ان مستقبل الشرق الاوسط سيصنع بأيدي ابنائه مقابل فشل اي رهانات اخرى من خارج المنطقة». وقالت المصادر: «بسبب صدقية الرئيس الأسد ودوره، صار هناك تعويل كبير على دور سورية»، مشيرة الى انسجام الموقف السوري منذ ما قبل غزو العراق والى الآن بضرورة التمسك بوحدة العراق وعروبته واستقلاله وسيادته وأمنه. وزادت: «التقارب السوري - العراقي مهم جداً. واذا أصبح تنسيقاً رباعياً يجمع سورية وايران وتركيا والعراق، فسيكون امراً عظيماً لشعوب المنطقة ومستقبلها». الى ذلك، أشارت المصادر الى ان داود اوغلو عبر عن سعادته لزيارة الحريري دمشق وتوصل «هيئة المتابعة والتنسيق» برئاسته مع نظيره السوري محمد ناجي عطري الى توقيع 17 اتفاقاً بحيث يقوم البلدان ب «صوغ مستقبلها معاً بما يخدم مصلحة الشعبين السوري واللبناني». وزادت ان حديثاً جرى على ضرورة العمل لتجسيد قيام مجلس للتعاون الاستراتيجي يضم سورية والاردن وتركيا ولبنان بين حكومات هذه الدول والقطاع الخاص فيها. وقالت المصادر السورية ان الرئيس الاسد سيزور بيروت «في وقت ليس بالبعيد» وان عطري سيقوم بزيارة لبنان ايضاً لاستكمال نتائج اجتماعات «هيئة المتابعة والتنسيق» وان اتصالات تجري لتوقيع بقية الاتفاقات بين البلدين. وأضافت رداً على سؤال يتعلق بالاتفاقات الامنية والعسكرية والتنسيق بين وزارتي الخارجية ان كل الامور تناقش بصراحة وموضوعية انطلاقاً من مصلحة البلدين لتحقيق انطلاقة جديدة في العلاقات، مؤكدة دعم دمشق كل الخطوات التي تؤدي الى تعزيز العلاقات الثنائية.