أعرب قادة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عن ارتياحهم لما وصفوه نجاح التجارب النهائية لمنظومة «القبة الحديد» الصاروخية، بالتنسيق مع أنظمة الدفاع الجوي المختلفة، في اعتراض عدد من الصواريخ المتزامنة ذات المدى القصير (5 - 70 كيلومتراً) التي تستهدف المناطق المأهولة. وأعلن نائب وزير الدفاع ماتان فلنائي أن المنظومة الجديدة التي طورتها شركة «رفائيل» التابعة للصناعات العسكرية الإسرائيلية بدعم ماليّ أميركي، ستكون قادرة على اعتراض ما لا يقل من 80 في المئة من الصواريخ قصيرة المدى التي تطلق على إسرائيل. وأضاف في مقابلة إذاعية أمس انه سيتم نشر بطاريات هذه المنظومة في الشمال (على الحدود اللبنانية) أو الجنوب (الحدود مع قطاع غزة) أو في أي أماكن أخرى بحسب الحاجة. وأعلنت وزارة الدفاع في بيان أصدرته أن النظام نجح للمرة الأولى، خلال اختبارات متتالية تمت نهاية الأسبوع الماضي، في إسقاط صواريخ عدة في وقت واحد. وأضافت أنه سيتم نشر بطاريتين من المنظومة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، لكنها لم تحدد موقع نشرهما. وأضافت أن «هدف القبة الحديد حماية دولة إسرائيل من الصواريخ والقذائف القصيرة المدى». وتعتبر إسرائيل هذا النظام حيوياً لاعتراض قذائف «القسام» (من قطاع غزة) والكاتيوشا (من لبنان)، وذلك بعد أن عجزت في حربيها على لبنان عام 2006 وعلى غزة عام 2008 عن توفير الحماية للجبهة الداخلية من الهجمات الصاروخية التي أوقعت العديد من القتلى، ما أكد أن «الجبهة الداخلية» هي موطن الضعف الرئيس للدولة العبرية. ووفقاً للوزارة، فإن النظام الجديد يستخدم صواريخ صغيرة موجهة بالرادار لتفجير قذائف صاروخية قصيرة المدى وقادرة على التمييز بين الصواريخ الموجهة إلى مناطق مأهولة (ويعترضها) وتلك الموجهة إلى مناطق مفتوحة ولا يعترضها نظراً للتكلفة الباهظة للصواريخ. وتابعت أن البطاريتين اللتين ستدخلان الخدمة العملية أواخر العام يمكن نشرهما في أي منطقة من خلال جرهما بشاحنات. ويشكل النظام الجديد واحداً من سلسلة منظومات تشكل معاً درعاً جوياً، إذ يتواصل العمل على تطوير منظومة «العصا السحرية» لاعتراض الصواريخ متوسطة المدى ونظام «حيتس» أو السهم، وهو مشروع إسرائيلي - أميركي لاعتراض صواريخ ذاتية الدفع فوق الغلاف الجوي. وتكفل الرئيس الأميركي قبل أسابيع بتقديم بلاده دعماً خاصاً لمشروع القبة الحديد بقيمة 205 ملايين دولار. وقبل أسبوع، أعلن المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأميركية أندرو شابيرو أن دعم الولاياتالمتحدة للقبة الحديد «سيمد إسرائيل بالقدرات والثقة التي تحتاجها لاتخاذ قرارات صعبة مسبقاً من أجل سلام شامل». وأشارت تعليقات المحللين العسكريين إلى التكلفة الباهظة لكل عملية اعتراض يؤديها نظام «القبة الحديد» (10-15 ألف دولار). وتساءل أحد المعلقين عن جدوى صرف مثل هذا المبلغ لاعتراض قذيفة صاروخية بدائية تكلف مئة دولار (القسام). من جهتها، تقلل وزارة الدفاع من أهمية هذه الكلفة بداعي أنه مستوجبة لحماية المواطنين، فضلاً عن طموحها في تصدير هذا النظام في المستقبل وجني أرباح هائلة. وقال رئيس مديرية الدفاع الجوي في «رفائيل» يوسي دروكر للإذاعة العسكرية أمس إنه على رغم الكلفة الباهظة للنظام الجديد، إلا أن الفائدة التي ستحققها أثمن بكثير: «وفي مقابل إطلاق عشرات آلاف الدولارات والملايين التي استثمرت في تطوير النظام، سنحمي أرواح البشر والممتلكات... وبالنظر إلى أهمية أرواح البشر، فإن صرف عشرات آلاف الدولارات هو ثمن بسيط». مع ذلك، ثمة جدل في أوساط الجيش عن جدوى نصب إحدى البطاريتين في شكل ثابت على الحدود مع غزة، في وقت يسود الهدوء، وهناك من يرى أنه يمكن الاكتفاء بنصب جزء من هذه القدرات. في المقابل ترى أوساط في وزارة الدفاع أن نصب البطارية يشكل رادعاً للفلسطينيين. وهناك من أشار أيضاً إلى أن البطاريتين لا تسدّان حاجة المستوطنات المحاذية للقطاع، ما يستدعي شراء بطاريات أخرى، وهذا يعني تخصيص وحدة عسكرية أخرى لتشغيل البطاريات، ما يستنزف من موازنة الدفاع.